نُصفُهُ نجوم |
ونصفه الآخرُ بقايا وأشجارٌ عاريه |
ذلك الشاعرُ المنكفيءُ على نفسه كخيطٍ من الوحل |
وراء كل نافذه |
شاعرٌ يبكي ، وفتاةٌ ترتعش ، |
قلبي يا حبيبةٌ ، فراشةٌ ذهبيه ، |
تحوِّم كئيبة أمام نهديك الصغيرين . |
. . . |
كنتِ يتيمةً وذات جسدٍ فوَّار |
ولأهدابك الصافيةِ ، رائحةُ البنفسجِ البرّي |
عندما أرنو إلى عينيك الجميلتين ، |
أحلم بالغروب بين الجبال ، |
والزوارقِ الراحلةِ عند المساء ، |
أشعرُ أن كل كلمات العالم ، طوعَ بناني . |
. . . |
فهنا على الكراسي العتيقه |
ذاتِ الصرير الجريح ، |
حيث يلتقي المطر والحب ، والعيون العسليه |
كان فمك الصغير ، |
يضطرب على شفتي كقطراتِ العطر |
فترتسمُ الدموعُ في عيني |
وأشعر بأنني أتصاعد كرائحة الغابات الوحشيه |
كهدير الأقدام الحافيةِ في يوم قائظ . |
. . . |
لقد كنتِ لي وطناً وحانه |
وحزناً طفيفاً ، يرافقني منذ الطفوله |
يومَ كان شعرك الغجري |
يهيمُ في غرفتي كسحابه .. |
كالصباح الذاهب إلى الحقول . |
فاذهبي بعيداً يا حلقاتِ الدخان |
واخفقْ يا قلبي الجريح بكثره .. |
ففي حنجرتي اليوم بلبلٌ أحمرُ يودُّ الغناء |
أيها الشارع الذي أعرفه ثدياً ثدياً ، وغيمة غيمه |
يا أشجار الأكاسيا البيضاء |
ليتني مطرٌ ذهبي |
يتساقط على كل رصيفٍ وقبضةِ سوط |
أو نسيمٌ مقبلٌ من غابة بعيده |
لألملم عطر حبيبتي المضطجعة على سريرها |
كطير استوائي حنون |
ليتني أستطيع التجول |
في حارات أكثرَ قذارة وضجه |
أن أرتعشَ وحيداً فوق الغيوم . |
. . . |
لقد كانت الشمس |
أكثر استدارةً ونعومة في الأيام الخوالي |
والسماء الزرقاء |
تتسلل من النوافذ والكوى العتيقه |
كشرانقَ من الحرير |
يوم كنا نأكل ونضاجعُ ونموتُ بحرية تحت النجوم |
يوم كان تاريخنا |
دماً وقاراتٍ مفروشه بالجثث والمصاحف . |