كلَّ عامٍ لهمْ شهيدٌ جديدُ = و مضاءٌ و عزةٌ و صمودُ
ألِفوا الموتَ فالفداءُ نشيدٌ = يتغنّى به الصّباحُ الوليدُ
أنِفوا الذلّ و الخنوعَ فثاروا = هدفٌ واحدٌ و دربٌ وحيدُ
لا يبالون بالرّدى إنْ تنادَتْ = أو تداعَتْ إلى النضالِ الحشودُ
جُنّ شارونُ من صلابةِ قومٍ = ما اعتراهم تردّدٌ أو قعودُ
كلّما زادهم نكالاً و ظلماً = زادهم قوةً و زادَ الوقيدُ
ما درى أنّه ملاقٍ جبالاً = ينثني البرقُ دونَها و الرّعودُ
و رجالاً تأهّبوا للمنايا = ما ثَناهم عن النّضالِ وعيدُ
أقسموا بالترابِ لا عاشَ شعبٌ = أثقلتْهُ سلاسلٌ و قيودُ
أقسموا بالجدودِ لا كانَ بغيٌ = في حِماهم و لن يكونَ يهودُ
وا فلسطينُ و الخطوبُ جِسامٌ = تتوالى و الشّوقُ فيكِ يزيدُ
لا تظنّي أنّ الشآمَ تناسَتْ = عهدَها و الودادَ أو جفّ عودُ
لم يزلْ قاسيونُ ينتظِرُ الُّلقيا = حبيباً و في يديهِ الورودُ
و تلالُ الجولانِ ترقُبُ عينيك = حزانى أمضّها التّبعيدُ
حلمت باللقاءِ منذُ زمانٍ = وأتى اليومُ حيثُ توفَى العهودُ
صدقَ السّيفُ وعدَهُ يا بلادي = فقريبٌ لقاؤنا الموعودُ
طال ليلُ السُّرى و طال ارتحالٌ = في دروبِ الضّنى و ناءت وعودُ
لا تُراعي إن استباحَك قومٌ = لفظتْهُم شواطئٌ و حدودُ
غرباءُ الوجوهِ عنكِ جُفاةٌ = ساقَهم غاصِبٌ إليكِ حقودُ
غَصَبوا الأرضَ و ادّعَوا أنّ = في التوراةِ وعداً لهم لا يحيدُ
زَعَموا ضِلّةً و صدّق ما قالوا = حليفٌ مخاتِلٌ رِعديدُ
و أقاموا في القدسِ دولتَهم كرهاً = فضاعَ الهوى و ضلّ النّشيدُ
إنّه الحقُّ يا فلسطينُ يبقى = ليس يفنى و ليس عنه مَحيدُ
إنْ يَطُلْ مَكثُهم فما دامَ ظلمٌ = وغداً يستفيقُ فجرٌ جديدُ
و غداً تستعيدُ فرحتَها الأرضُ = و تزهو في الضّفتينِ النّجودُ
و تعودينَ يا فلسطينُ عشقاً = أبدياً و يُستطابُ القصيدُ
و تعودُ الرّاياتُ تخفِقُ في = الكرملِ عِزّاً و يسقطُ التّلمودُ
و تنامينَ بعدَ طولِ سُهادٍ = ملءَ جفنيكِ و الزّمانُ رغيدُ
حُلُمٌ راوَدَ النّفوسَ طويلاً = يتجلّى و فرحةٌ و سعودُ
يُقبِلُ الدّهرُ مثلما كان خصباً = و جَمالاً و يرحَلُ التّشريدُ
*****************
اسماعيل ونوس
[/center]