.........

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

4 مشترك

    نزهة الموت إلى بحيرة زرزر تنتهي بغرق 8 طالبات وشابين

    شادي
    شادي
    مشرف عام


    ذكر عدد الرسائل : 684
    العمر : 41
    مكان الإقامة : سلمية
    تاريخ التسجيل : 17/02/2008

    نزهة الموت إلى بحيرة زرزر تنتهي بغرق 8 طالبات وشابين Empty نزهة الموت إلى بحيرة زرزر تنتهي بغرق 8 طالبات وشابين

    مُساهمة من طرف شادي الأحد مارس 22, 2009 11:08 pm

    لم تكن أي من الفتيات اللواتي خرجن هذا الصباح في رحلة من مدرستهم بدمشق(عين جالوت) إلى منطقة الزبداني، تدرك ان الموت ينتظرهن في قاع بحيرة زرزر الطينية، حيث انقلب المركب الذين كان يقلهم في نزهة داخل البحيرة، بعد ان تسربت المياه اليه، ووجدن أنفسهن(نحو30 طالبه) وسط صراع مع موت محتم، فنجا من نجا، فيما توفيت 8 فتيات غرقاً(أكبرهن صف عاشر-16 سنه)، وشابين، احدهما سائق المركب والآخر شاب حاول المساعدة فابتلعته البحيرة.

    غرق المركب "البدائي" بعد إقلاعه بقليل نحو 11.30 صباحا، حيث تسربت اليه المياه وانقلب خلال اقل من دقيقتين، وفقا لرواية إحدى الطالبات اللواتي كنّ على متنه، فيما استمرت عمليات البحث عن مفقودين وانتشال الضحايا، حتى السابعة مساءً، حيث تم انتشال جثة الفتاة غيداء القضماني(صف عاشر).


    كيف تم الغرق
    إحدى الطالبات اللواتي كنّ على متن المركب (غنى المهايني) تقول:" كنّا متجهين إلى الزبداني ونزلنا إلى البحيرة من اجل الفطور واستراحة الصباح، والمديرة كانت تقول لنا ونحن على الطريق بان هذه البحيرة جرت فيها حوادث غرق كثيرة، صعدنا إلى المركب نحو 40 طالبه وصعد معنا بعض الطالبات من مدرسة أخرى(مدرسة زملكا الثانوية للفنون النسوية)، كن متواجدات هناك برحلة أيضا..".


    تابعت غنى" كانت معنا المديرة حنان الصباغ ومدرسة العربي ومشرفين من الشبيبة، سألت المديرة صاحب المركب ان كان يستوعب كل هذا العدد فأكد لها بأنه يستوعب، وكوننا عدد كبير خفض التسعيرة من 50 ل.س(للطالبه الواحدة) إلى 25 ل.س".


    أمر آخر تكشف عنه غنى:" المركب لم يستطع الإقلاع والتحرك، فقام نحو أربعة شباب من معارف صاحب المركب بدفعه إلى الأمام، وبعد قليل لاحظت ان المياه أخذت تتسرب الى أرضية المركب فقلت للمشرف الذي قال بدوره لصاحب المركب، فرد بالقول (هذا الجزء الثاني من التيتانيك..) مستهترا بالتسرب الحاصل، وسرعان زادت المياه داخل القارب ووصلت إلى أعلى من ركبنا، ثم مال المركب وغرق.."


    تتابع غنى موضحة بان الأمر لم يستغرق برمته سوى دقيقتين بعدها انقلب المركب: "انا اعرف السباحة و كنت أحس بان شيئاً يشدني إلى الأسفل، كنا نصرخ بكل قوة، المراكب التي كانت في البحيرة لم تأت الا بعد ربع ساعة من انقلاب مركبنا، وكثير من الرجال الذين كانوا على ضفة البحيرة لم يتمكنوا من النزول واكتفوا بتشجيعنا للوصول إلى حافة البحيرة..".


    يقول سائق باص إحدى رحلات المدارس التي كانت هناك:" سمعنا الأصوات فركضنا إلى حافة البحيرة ورأينا الفتيات وهن يستنجدن لكنني لا أجيد السباحة، والبحيرة خطرة لأنها مليئة بالوحل والنباتات المائية".
    تقول المشرفة النفسية (ملك) التي كانت مع الطالبات (نحو 200 طالبة) مدرسة عين جالوت الإعدادية:"انا لم اصعد معهن في المركب، لم يكن في خطتنا أساسا ان نأتي إلى البحيرة، وكنا حاجزين في مطعم بالزبداني، ولكن تحت رغبة الطالبات وبعض المدرسات مررنا إلى البحيرة" وتنفي المدرسة ملك الكلام عن وجود نحو 40 طالبة على ظهر المركب مؤكده بان العدد هو عشرين، وبان كل 25 طالبة هناك مدرسة مسؤولة عنهن.


    الأهل.. حزن وغضب
    تجمع أهل الضحايا مع مئات الأشخاص على الضفة منتظرين عثور المنقذين على جثث الطالبات في مشهد مؤلم، كلما وجدت الفرق جثة، كان يهرع إليها أم أو أب ليرى ان كانت ابنتهم.. فيما كانت الجثث يتم انتشالها وهي مازالت بكامل فرحها التي أتت تبحث عنه على ضفة البحيرة، إحداهن تلبس كنزة حمراء واخرى بوط زهري...


    يقول احد المنتظرين، خال الطالبة غيداء قضماني التي انتشلت جثتها في وقت لاحق:" هذا إهمال كبير فكيف لمركب ان يصعد عليه 40 شخص وهو لا يستوعب سوى 20 ،المفروض من المديرة والموجهة ومسؤولي المدرسة ان ينظموا الأمر ولا يتركوا الأمر لصاحب المركب، ثم أين عوامل الأمان على ظهر المركب، المسؤول الأول هن المدرسات والمدرسة، ثم المسؤول الثاني هو قائد المركب".


    فيما يقول نبيل السمان: ابنتي آلاء استطاعت ان تسبح وتخرج سليمة لكن ابنت خالتها التي جهزت معها البارحة كل تفاصيل الرحلة، وعمولوا تبوله، واشتروا أغراض الرحلة معا لقد غرقت وما زالوا يبحثون عنها".


    في مشفى الزبداني الوطني كان أهل الطالبة بالصف التاسع آيا سكر(من مدرسة عين جالوت) يستلمون جثة ابنتهم التي خرجت صباحا مفعمة بالحياة، لتعود الان جثة هامدة يقول عمها:" احمل المسؤولية للمدرسة التي سمحت بان يركب على المركب ثلاثين، لو ان هناك عمليات إنقاذ فعلا لما خرجت البنت بعد خمس ساعات".

    فيما قال الخال:" المسؤولون الذين يعرفون بان القوارب تعمل دون اي ترخيص ودون اي تنظيم يتحملون مسؤولية ما جرى، اين عوامل الأمان.." وعن وسائل الإنقاذ قال:" ما نفع وسائل الإنقاذ بعد موت الضحايا".


    مدير مشفى الزبداني الوطني د.راشد مظلوم أكد نقل 10 جثث، تم تسليم 7 منها، بينما يوجد 3 جثث لم يحضر أهلهم لاستلامهم، وعن مساهمتهم بالإسعاف ومعالجة المصابين قال:" أرسلنا أربع سيارات إسعاف فور تلقينا الاتصال، وكنا هناك بعد نصف ساعة من الحادثة، لقد أسعفنا 6 حالات جميعهم تخرجوا بخير، وما تزال المديرة حنان الصباغ والمدرسة زينه الهبيان قيد العلاج لكن حالتهما بخير ولا تدعو للقلق، وهما في قسم العناية الاسعافية"، وأشار إلى زيارة السيد وزير الصحة لتفقد المرضى.


    انتقادات لعمليات الإنقاذ
    وصلنا(سيريانيوز) إلى البحيرة في نحو الساعة الثالثة ظهراً، كان لا يزال الزوارق الثلاث تبحث عن المفقودين، وكان يعتقد بان الشاب صاحب المركب هارب، ولم تستطع المشرفة النفسية بمدرسة عين جالوت ان تحدد فيما اذا كانت إحدى الفتيات التي قيل ان اسمها غير مسجل في قوائم الرحلة، فيما اذا كانت مفقودة داخل البحيرة، أما أنها لم تخرج أساسا، ولم يتمكن اي من المسؤولين إعطاء أرقام دقيقة عن عدد المفقودين الذين يتم البحث عنهم، فيما انتقد احد أهالي المنطقة (كان متواجدا منذ وقوع الحادث) عدم قدرة المعنيين تحديد عدد الضحايا بالقول: "عم يتحزوا تحزير، ساعة بيقولوا أربعة ساعة خمسة، اتصوا مع المدرسة لكنهم لم يتمكنوا من إحصاء كل الطالبات".


    ولوحظ تواجد العديد من سيارات الإطفاء من محافظات أخرى مثل درعا والقنيطرة، يقول قائد فوج إطفاء درعا العقيد محمد الأحمد:" أتينا حوالي 3.30 ظهرا بناءاً على توجيهات محافظ درعا، وانتشل غطاسينا ثلاثة جثث.." وتحدث عن الطين وأعشاب الماء بكونها تعيق عمليات البحث، والتي تجري في عدة نقاط، بطريقة الغطس الاعمى بسبب تعذر الرؤية داخل البحيرة".

    فيما أكّد العميد حمد السرحان قائد الإطفاء في وزارة الإدارة المحلية بان عدد الضفادع البشرية التي تبحث هي 27 وهم مدربون، ونفى ان يكون هناك نقص بمعدات الإنقاذ..".
    بينما انتقد الخبير بالحوادث محمد الكسم ما يجري بالقول:" البحيرة شهدت عشرات الحوادث أثناء التنزه ولم تقم أي جهة بمنع هذه الظاهرة المتخلفة..".


    وحول كفاية فرق الإنقاذ قال:" لا يوجد بريف دمشق اي زمرة أو معدات للإنقاذ مما استدعى طلب مساعدات من إنقاذ دمشق ودرعا والقنيطرة وحماه..!"

    واستغرب الكسم السماح لقوارب مهترئة ان تحمل مواطنين وتنطلق بهم نحو المجهول، دون وجود وسائل للسلامة كأطواق النجاة وغيرها"، وأشار الكسم إلى ان الطين والأعشاب البحرية والمراد اللاصقة تعيق حركة السابحين والمشاركين بعملية الإنقاذ.


    فيما لوحظ حصول اكثر من حالة تشنج للغطاسين بسبب البرودة المتسربة لهم من بدلات السباحة التي هي دون المستوى، كما بقي المركب وسط البحيرة ولم يجر سحبه وعلل مسؤول ذلك بسبب عدم وجود رافعة بذراع طويل.


    المسؤولون ينتظرون التحقيق..
    تواجد في مكان البحيرة كل من السيد وزير الإدارة المحلية هلال الاطرش ومحافظ ريف دمشق السيد زاهد حاج موسى والسيد وزير التربية د.علي سعد الذي صرح لسيريانيوز بالقول:" هذه كارثة لوزارة التربية أولا وللأهل ثانيا، يتم التحقيق بالامر وسننتظر النتائج ليتم توظيفها والاستفادة منها، الوضع غير مناسب للحديث الان عن المسؤوليات".


    وعن كونها ليست المرة الأولى التي يتعرض بها طلاب إلى مثل هكذا حوادث وضرورة وجود تعليمات وضوابط يقول الوزير:" بالتأكيد هناك نواظم وتعليمات، وهي واضحة فيها الكثير مما يشير إلى تنظيم الرحلة، وتشمل كيفية الاستعداد إلى الرحلة، والفئات العمرية والأماكن التي يحظر الاقتراب منها، والأماكن التي يمكن المبيت بها...الخ لكن بالمجمل من المبكر التحدث عن تقصير أو مسؤوليات محددة قبل انتهاء التحقيق.."


    من الملاحظ عدم وجود لافتات تحذر من طبيعة قاع البحيرة وتعطي بيانات للزائرين حول المخاطر المحتملة، في نفس الوقت اشار العديد من الحاضرين إلى الدروس المستخلصة وهي تتعلق من جهة بضعف عملية بتنظيم الرحلات المدرسية والإشراف عليها، وعدم وجود تنظيم لعمل المراكب ليس فقط في بحيرة زرزر بل بكل المسطحات المائية، التي تعمل دون ضوابط وتراخيص ودون تحديد للأعداد المسموح بها على كل مركب، وعدم وجود تجهيزات للإنقاذ والسلامة، فكيف ان كان ركابها هم أطفال وتلاميذ المدارس..


    الضحايا:
    من مدرسة عين جالوت الاعدادية في دمشق

    1. ماريا حريب

    2. نعيمة عتمه

    3. علا الريس

    4. لمى الخطيب

    5. آية سكر

    6. علا مصاصاتي

    7. ايناس المعلم

    من مدرسة زملكا الثانوية للفنون النسوية

    8 غيداء القضماني

    9. محمد خالد شلس (25 سنه) صاحب المركب

    10.محمد الهبج (بالعشرينات) حاول انقاذ الطالبات



    المصدر " سيريا نيوز"
    avatar
    iyadfl
    عضو بلاتيني
    عضو بلاتيني


    ذكر عدد الرسائل : 418
    العمر : 47
    مكان الإقامة : المملكة العربية السعودية
    تاريخ التسجيل : 23/02/2009

    نزهة الموت إلى بحيرة زرزر تنتهي بغرق 8 طالبات وشابين Empty رد: نزهة الموت إلى بحيرة زرزر تنتهي بغرق 8 طالبات وشابين

    مُساهمة من طرف iyadfl الأحد مارس 22, 2009 11:37 pm

    لاحول ولاقوة الا بالله الله يرحمهم ويصبر اهاليهم جميعهم واتمنى ان لانستمر بالقول فالج لاتعالج
    aliserafi
    aliserafi
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    ذكر عدد الرسائل : 61
    العمر : 74
    مكان الإقامة : سورية حمص
    تاريخ التسجيل : 23/02/2009

    نزهة الموت إلى بحيرة زرزر تنتهي بغرق 8 طالبات وشابين Empty رد: نزهة الموت إلى بحيرة زرزر تنتهي بغرق 8 طالبات وشابين

    مُساهمة من طرف aliserafi الإثنين مارس 23, 2009 2:03 am

    كل ابن أنثى ولوطالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول

    ومن لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الأسباب والموت واحد
    زاركافا
    زاركافا
    عضو بلاتيني
    عضو بلاتيني


    ذكر عدد الرسائل : 309
    العمر : 47
    مكان الإقامة : سلمية
    تاريخ التسجيل : 12/12/2008

    نزهة الموت إلى بحيرة زرزر تنتهي بغرق 8 طالبات وشابين Empty رد: نزهة الموت إلى بحيرة زرزر تنتهي بغرق 8 طالبات وشابين

    مُساهمة من طرف زاركافا الإثنين مارس 23, 2009 8:54 pm

    ليس الموت مضطرا للاعتذار
    انها سخرية القدر
    شادي
    شادي
    مشرف عام


    ذكر عدد الرسائل : 684
    العمر : 41
    مكان الإقامة : سلمية
    تاريخ التسجيل : 17/02/2008

    نزهة الموت إلى بحيرة زرزر تنتهي بغرق 8 طالبات وشابين Empty المسؤولون يتهربون من الإجابة على مأساة بحيرة زرزر

    مُساهمة من طرف شادي السبت مارس 28, 2009 3:37 pm

    استكمالاً للخبر الأليم ومتابعة للموضوع نقدم لكم ما نشر مؤخرا في موقع سيريا نيوز


    =================================================

    سيريانيوز في منزل "المنقذ الشهيد".. وتزور مدرسة عين جالوت



    لم يكن يتخيل "راتب" أن وعد أخيه بالموت في ريعان الشباب أثناء سهرة يسودها الدعابة سيتحول إلى حقيقة ولتبقى صورة محمد الهبج (25عام ) في صدر الغرفة من دون الشريط الأسود " لتخبر أنه حي رغم موته".

    توفي محمد أثناء محاولته إنقاذ أكبر عدد من الفتيات اللواتي غرقن في بحيرة زرزر الخميس الماضي بعد غرق القارب ولتكون نتيجة الكارثة موت 8 فتيات وسائق القارب ومحمد الهبج الذي كان السبب بحياة فتاتين ليموت مع الثالثة لشدة برودة المياه .

    سيريانيوز زارت منزل محمد في منطقة ببيلا لتكون بجلسة مع أهله يسودها الاعتزاز بالولد الشجاع ، وحزن لافتقاد البار ... يبدأ أخيه راتب الذي يكبره سنتين " كان يقول لي أني سأموت شهيدا وفعلا كان ما أراد لأنه مات ليحيا الآخرين وهذا هو الشهيد ، الأمر ليس غريبا على أخي الذي كان يهرع لمساعدة الآخر ، و يفضل سعادة العائلة على راحته ".
    يتابع " لن أنسى أبداً الأيام التي سهرها بعد عملية الوالدة وليسبقني في صباح اليوم التالي ليحل مكاني في المحل (بيع البلاستيك) لأتمتع أنا بالأيام الأولى من خطبتي ".

    يذكر راتب لحظات انتظار جثة أخيه قائلا " أخبرنا صديقه بأنه أنقذ فتاتين ولم يعد له أثر، ووضع احتمال اسعافه لاحداهن ...فبحثنا بجميع المشافي دون نتيجة ،فبقيت على ضفة البحيرة أتمنى أن يأت أخي من خلفي ومصليا أن لاتظهر جثته من قاعها ، الى أن أخرجوا جثة سائق القارب طالبين مني التعرف على الجثة فتنفست الصعداء وتجدد الأمل بأن يكون أخي حي وما هي إلا لحظات حتى اختنق الأمل بصدري ".



    والدته التي لاتفارقها هدية محمد بعيد الأم التي أصر أن يهديها ضمن سهرة تسبق العيد بثلاثة أيام قالت " استيقظت في ذلك اليوم وقلبي منقبض ويخفق بشدة ، فذهبت الى أختي لأخفف من التوتر الذي أصابني ، وفي تمام الساعة العاشرة ليلاً أخبروني أن ابني تعرض لحادث ، فلم أصدق الى أن علمت بوفاته ، وما يصبرني أنه مات بطل وأتمنى رؤية الفتيات اللواتي أنقذهن لأرى بهم حياة محمد البار ".



    بضع دقائق كانت الفاصلة

    صديق طفولة محمد والمتواجد معه أثناء محاولة محمد انقاذ الفتيات يخبر ماحدث " قصدنا البحيرة لركوب الخيل فوجدنا قارب يحمل عدد من الطالبات فضحك محمد وقال إن غرق القارب سأكون أول المنقذين ، ثم قررنا العودة وبعد صعودنا الى السيارة قلت لأصدقائي أنظروا القارب يغرق فهرع محمد دون أن ينطق بكلمة واحدة وحدث ما حدث وخسرت صديق حياتي ورفيق ذكرياتي".



    ذكريات الرحلة المشؤومة لا تزال عالقة في اذهان طالبات المدرس

    صدمة فقدان الأبن والأخ لم تترك أثرها على عائلة محمد بل امتدت لترهق طالبات عين جالوت بعد افتقاد الأصدقاء ، حيث غابت أحاديث المراهقات عن مهند وأسمر والثياب الجديدة لتحل محلها ذكريات الرحلة " المشؤومة " وأخبار الموت ، الحياة .

    كل شيىء يذكرهم بصديقاتهم ، مقاعدهن الفارغة ، الذكريات المخطوطة على الحائط المخبرة بأنهن مروا في هذه الحياة .

    تقول غزل الأعمى ( إحدى الفتيات الناجيات ) " كل شيىء يذكرنا بصديقاتنا وعلى الأخص النهفات التي كنا نصطنعها لبعث جو المرح ..لم نستطع هذا الأسبوع التركيز على واجباتنا المدرسية ، ففكري متشتت وأحلامي تقودني لمشهد صراعي مع الموت وكيف غرق القارب بنا ، وكيف تحاول كل فتاة أن تتمسك بالأخرى لتنجو فيغرقوا الإثنين ".

    أما رهف هيلم التي لم تتأكد الى اليوم أن من أنقذها هو نفسه محمد الذي توفي أم آخر فتقول " إنني لا أجيد السباحة فاستسلمت مع الدقائق الأولى التي مرت كالسنين ، وبدأت أبتلع الماء الى أن جاء شاب أتمنى رؤيته على قيد الحياة لأشكره على إنقاذي ، ولكي لايراودني الذنب بأنه مات لأجل أن أحيا ".

    وبنفس الحزن قالت نجاة مارديني " رغم نجاتي من الموت يبقى في قلبي حزن كبير على صديقاتي خاصة لدى تذكري حركة ماريا ، محبة ايناس للنوم ، وضحكات نعيمة التي لم تكن تتوقف حتى أثناء معاقبة المعلمة لها ".



    من جهتها قالت إحدى المعلمات فضلت عدم الكشف عن اسمها " الوضع النفسي سيء للغاية لأن الأطفال تحملوا أكثر مما يستوعب عقلهم ، حيث خيم عليهم الحزن والبكاء ".

    تتابع " حاولنا قدر الإمكان تجاوز الأزمة بزيادة الواجبات المدرسية وخاصة قبل انقطاع شهادات التعليم الأساسي ، وما يزيد الأمر سوءا هو حالة المديرة التي يرثى لها ، خاصة أن الفتيات متعلقات بها كثيرا ، وقاموا بالتظاهر أمام غرفة الإدارة ليؤكدوا أن لاذنب لها فهي كانت أول الغارقين وآخر الناجيبن مع العلم أنها أنقذت 4 بنات لقدرتها العالية على السباحة ".

    تقاطعها معلمة الإنكليزي قائلة " لا أعتقد أنه من الواجب على المرء سؤال صاحب التكسي عن الوضع الميكانيكي لسيارته قبل الركوب ، فالمديرة حنان صباغ سألت عن العدد الذي يتسعه القارب ولم يتجاوز عدد الطالبات بالمركب الـ 27 طالبة ، فهل تلقى المسؤولية على المديرة الفاضلة أم على الجهات التي سمحت لقوارب (ستوك ) تتحكم بأرواح البشر".



    وتعاني مديرة مدرسة عين جالوت من أزمة نفسية اضافة لهبوطات مفاجئة بضغط الدم مما استدعى ابقائها حتى تاريخ كتابة المادة بمستشفى الجرجانية بالزبداني ، وتعتبر موقوفة على ذمة التحقيق .

    وعن الآثار النفسية التي يمكن حدوثها للفتيات بعد الحادثة قالت هنادي بدور أخصائية بكلية التربية بحمص " إن حادثة الغرق حدثت بأكثر مرحلة حساسة من عمر الفتيات وهي المراهقة ، وهذا بالتأكيد سيترك أكثار تختلف شدتها بحسب قوة شخصية كل طالبة ، ولكن الآثار المحتملة هي الخوف من المياه ، وردات فعل عكسية أي إن كانت أمهم تسرح شعرها ورفعت يدها فجأة سيدعو ذلك لخوف لاداعي له ".

    والمطلوب من الأهل بهذه المرحلة مراعاة نفسية بناتهن دون كلل أو ملل ، وعرضهم على طبيب نفسي لتخليصهم من الآثار التي ممكن أن تكبت وتظهر في الأعوام القادمة ".



    دوامة والجميع يتنصل من المسؤولية

    وفي سعينا لمعرفة الجهة المسؤولة على البحيرة والقوارب بدأت كل جهة بإلقاء المسؤولية على الأخرى ،فوزارة السياحة أكدت بأن البحيرة لاتمت لها بصلة خاصة لعدم وجود أي منشأة سياحية لها وبالتالي المسؤول هو وزارة الزراعة والري وبلدية وادي بردى .

    من جهته قال مصدر من وزارة الزراعة رفض الكشف عن اسمه لحساسية الموضوع " إن الأرض تتبع لنا لكن البحيرة تتبع لوزارة الري فهي المسؤول الأول والأخير عن القوارب ".

    وبدورها أكدت بلدية وادي بردى على لسان رئيسها اياد عباس "الأمر واضح فوزارة السياحة هي المسؤولة عن البحيرة وكل ما يحيطها وفق كتاب رئيس مجلس الوزراء رقم 2080 لعام 2001 ، وعلى هذا الأساس قامت الوزارة المذكورة بمصادرة برّاكات البلدية على البحيرة ، فإن لم تكن للوزارة فبأي قانون أزالت البراكات ".

    أما وزارة الري أشار مصدر ذو صلة بالقول " حتى لو كانت البحيرة تتبع لنا فالقوارب لا صلة لنا بها ، وأصحابها يمارسون مهامهم دون ترخيص للقوارب من الجهات المعنية ؟

    ويبقى السؤال معلقا من هم الجهات المعنية.....؟

    سلاف ابراهيم ـ سيريانيوز

    بمشاركة محمد سويد

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 5:34 pm