قصة قصيرة
الحب وعناكب الزمن علي الصيرفي
وقفت تلملم أهداباً تبللت بدمع العين ، كان الزمن يحاصرها ، بألوان من الأحلام النائمة ، حبست كلمة أخفتها منذ سنين ، غصت عند الحرف الأول ، كان النرد المرقم يتقلب دون توقف ،وكان وجهه يتغلغل في عمق البر الذي رحل نحوه ، روائع كلماته أشعلت كل مصابيح صحراء غرفتها ، صارت الجدران تعيد كلماته ، وصوره توالت ترافق قلبها المعلق فوق شجيرة الياسمين ، عانقته عند أول حبة رمل تتجمع مع كثبان الصحراء ، قالت له كل الكلمات الممهورة بنبض القلب وأغنيات المساء ، علمته كيف ينتظر تحت ليمونة غادرتها حساسين الصباح ، وجعلته يشم الحبق عند الخيط الأول لنور الشمس ، فردت ضفائرها وفاح عبير الفستق ، وقرب الثغر حط القلب يترجم سطوراً كتبت بأقدم لغة ، غمزته الكلمة الأولى وباحت له بالسر وتدلت منها أزهار الزنبق والرمان ، قبل النجم البازغ بعد غروب تعثر في الظلمة ،أخرجت من دفترها ورقة كتب عليها حروف أربعة أ ح ب ك وأخفت الورقة قرب النهد وبين ثنايا الصدر ،احمر الوجه ،وانتشر النور الحالم، يفضح لغة العين وسرور النفس ،انفتح الصمت الراقد الممتد من باب غرفتها وحتى رمل الصحراء ، غاصت عيناها في ملح الدمع ، وحرقة الشمس ، انتفض الجسم بعد النوبة الأولى وامتد الظل عبر الباب المفتوح كانت أشياء الغرفة تخرج وبكاء لنسوة تعرفهم قالوا لها دوري خلف البيت عند المساء فالعتمة تخفيك ، وأنت الضعيفة ، وذاك القادم يستره الليل ضمن زعيق الرعد وعواء لا تعرفه جدران بيوتنا ، أنت رقيبة الزمن البارد ، والقادم لا تنفعه تعويذة الممسوس ورماد البخور ، جلست العجوز عند الباب وقرأت كلمات لم تجدها في لغة الجسد ، انتشر دخان وريح عنبر وزعفران ، ووجه مخيف أطل بعين مفقوءة ، حملت العجوز عكازها وغادرت المكان ، كانت تردد بعض الكلمات ، والطين اللزج يلصق على قدميها ، رفعت البنت ذراعيها ودعت : يا رب يا صاحب هذا الرقم المفرد ضع لي في نورسة مغادرة رمل البحر بضعة كلمات تُفرح قلب القادم ، وتجعل عيون الأبواب نائمة عند العتمة ، دعه يقرأ حروفها الأربعة ، والنبض الحالم يغفو عند شفتيه مرت عند اللحظة نجمة خطفت من فم النورسة الحروف ، بكت طيور البحر كلها وراحت تعاتب النجمة على فعلتها ، صاحت النجمة : تلك الحروف كانت راكضة نحو والدها والسم المدهون على خنجره يضحك لاستقبال أول جسد يهلكه ، راح خلف النورسة، أقلع بالأشرعة السرية وتلا كل التعويذات ونفخ في سر الطلسم أن يبعد القادم وكل المتسللين إلى زهور حديقته ، ، خفتُ وخطفت الأحرف من الورقة والنورسة غطاها ظلام الغيم المتلبد ، أما القادم فحملت له وردته لتنام على صدره وقرأتْ له سفر العشق على لحن غجرية تدق على صدر اجتاحته عناكب الزمن
الحب وعناكب الزمن علي الصيرفي
وقفت تلملم أهداباً تبللت بدمع العين ، كان الزمن يحاصرها ، بألوان من الأحلام النائمة ، حبست كلمة أخفتها منذ سنين ، غصت عند الحرف الأول ، كان النرد المرقم يتقلب دون توقف ،وكان وجهه يتغلغل في عمق البر الذي رحل نحوه ، روائع كلماته أشعلت كل مصابيح صحراء غرفتها ، صارت الجدران تعيد كلماته ، وصوره توالت ترافق قلبها المعلق فوق شجيرة الياسمين ، عانقته عند أول حبة رمل تتجمع مع كثبان الصحراء ، قالت له كل الكلمات الممهورة بنبض القلب وأغنيات المساء ، علمته كيف ينتظر تحت ليمونة غادرتها حساسين الصباح ، وجعلته يشم الحبق عند الخيط الأول لنور الشمس ، فردت ضفائرها وفاح عبير الفستق ، وقرب الثغر حط القلب يترجم سطوراً كتبت بأقدم لغة ، غمزته الكلمة الأولى وباحت له بالسر وتدلت منها أزهار الزنبق والرمان ، قبل النجم البازغ بعد غروب تعثر في الظلمة ،أخرجت من دفترها ورقة كتب عليها حروف أربعة أ ح ب ك وأخفت الورقة قرب النهد وبين ثنايا الصدر ،احمر الوجه ،وانتشر النور الحالم، يفضح لغة العين وسرور النفس ،انفتح الصمت الراقد الممتد من باب غرفتها وحتى رمل الصحراء ، غاصت عيناها في ملح الدمع ، وحرقة الشمس ، انتفض الجسم بعد النوبة الأولى وامتد الظل عبر الباب المفتوح كانت أشياء الغرفة تخرج وبكاء لنسوة تعرفهم قالوا لها دوري خلف البيت عند المساء فالعتمة تخفيك ، وأنت الضعيفة ، وذاك القادم يستره الليل ضمن زعيق الرعد وعواء لا تعرفه جدران بيوتنا ، أنت رقيبة الزمن البارد ، والقادم لا تنفعه تعويذة الممسوس ورماد البخور ، جلست العجوز عند الباب وقرأت كلمات لم تجدها في لغة الجسد ، انتشر دخان وريح عنبر وزعفران ، ووجه مخيف أطل بعين مفقوءة ، حملت العجوز عكازها وغادرت المكان ، كانت تردد بعض الكلمات ، والطين اللزج يلصق على قدميها ، رفعت البنت ذراعيها ودعت : يا رب يا صاحب هذا الرقم المفرد ضع لي في نورسة مغادرة رمل البحر بضعة كلمات تُفرح قلب القادم ، وتجعل عيون الأبواب نائمة عند العتمة ، دعه يقرأ حروفها الأربعة ، والنبض الحالم يغفو عند شفتيه مرت عند اللحظة نجمة خطفت من فم النورسة الحروف ، بكت طيور البحر كلها وراحت تعاتب النجمة على فعلتها ، صاحت النجمة : تلك الحروف كانت راكضة نحو والدها والسم المدهون على خنجره يضحك لاستقبال أول جسد يهلكه ، راح خلف النورسة، أقلع بالأشرعة السرية وتلا كل التعويذات ونفخ في سر الطلسم أن يبعد القادم وكل المتسللين إلى زهور حديقته ، ، خفتُ وخطفت الأحرف من الورقة والنورسة غطاها ظلام الغيم المتلبد ، أما القادم فحملت له وردته لتنام على صدره وقرأتْ له سفر العشق على لحن غجرية تدق على صدر اجتاحته عناكب الزمن