العلامة التجارية لسلسلة الفنادق العالمية توفر إضاءة هادئة في الليل كبديل للقمر. أمامها، على ارتفاع أقل، صورة جماعية لمواطنين أغنياء لهم ملامح حلوة يقف بينهم فلاح يرتدي جلباباً نظيفاً وعمامة بيضاء يبتسمون في ارتياح يحيط بهم داخل اللوحة الإعلانية شعار الحزب الحاكم وعبارة تبشر بفكره الجديد.
بمحاذاتها فوق مبنى ليس بمسجد، هيكل لمكعب ضخم، بلا سقف ولا أرض، مفرغ من الداخل وعلى أوجهه الأربعة يقع اسم الله منيراً باللون الأخضر بخط كوفي جميل. كادر متناغم بعين الناظر إلى أعلى يجمع ثلاثتهم.
على الأرض، بجوار بوابة مقر الحزب، رجل في أواسط الثلاثينات يحمل اللاسلكي بيمينه ويتحرك كالبندول بخطوات ملت لون الإسفلت وصوت الراديو والزي العسكري. وهناك استناداً على سور الكورنيش، بجوار بائع الذرة، شاب قصير يمد يده ويسحبها في حذر ليحيط وسط فتاته بذراعيه وهي، في إسدالها الأسود وحجابها تحته، تتململ بين رغبتها في احتضانه وخوفها من وشاية عابر يعرف أبيها وكذلك من الله. تحجبهما عن الرؤية عربة "كارو" تتهادى. سائقها في الخمسين له شعر رمادي مجعد وعينين غائرتين. في قميصه الكاروهات المهترئ تغلبه الكحة مرات ويبصق بعدها، بمنديل من القماش حال لونه، دماً سرعان ما يداريه ويعود لابتسامته المكملة للجو الاحتفالي المفتعل لإسعاد الزبائن في الخلف.
تبتعد، مع خطوات الحصان البلدي العجوز بارز العظام كقائده، رتابة الأغنية الخليجية مخلفة علبة مياه غازية قذفت لتستقر بجوار امرأة تبيع المناديل والليمون على الرصيف تطلب برضيعها مشاعر الشفقة.
شهور تسعة هي عمره. يقف بصعوبة متكئاً على نهد أمه المتهدل متشبثاً بسواد نقابها يود الحركة وهي تمسكه عن مراده. يهدأ لبرهة ويحاول من جديد فتقعده من جديد.
وهو جالس في حجرها يظهر على جبينه ملمح تصميم. يرفع يده إلى السماء يحركها كمن يمح سطراً على ورقة كراس. يتهلل الوجه الصبوح بسعادة حين يرى العاشقين الخائفين قد انهمكا في قبلة. قام للمرة الأولى دون مساعدة، سقط .. ثم قام مرتين، حتى ثبتت خطوته وذهبت محاولات الأم لإمساكه أدراج الرياح.
بمحاذاتها فوق مبنى ليس بمسجد، هيكل لمكعب ضخم، بلا سقف ولا أرض، مفرغ من الداخل وعلى أوجهه الأربعة يقع اسم الله منيراً باللون الأخضر بخط كوفي جميل. كادر متناغم بعين الناظر إلى أعلى يجمع ثلاثتهم.
على الأرض، بجوار بوابة مقر الحزب، رجل في أواسط الثلاثينات يحمل اللاسلكي بيمينه ويتحرك كالبندول بخطوات ملت لون الإسفلت وصوت الراديو والزي العسكري. وهناك استناداً على سور الكورنيش، بجوار بائع الذرة، شاب قصير يمد يده ويسحبها في حذر ليحيط وسط فتاته بذراعيه وهي، في إسدالها الأسود وحجابها تحته، تتململ بين رغبتها في احتضانه وخوفها من وشاية عابر يعرف أبيها وكذلك من الله. تحجبهما عن الرؤية عربة "كارو" تتهادى. سائقها في الخمسين له شعر رمادي مجعد وعينين غائرتين. في قميصه الكاروهات المهترئ تغلبه الكحة مرات ويبصق بعدها، بمنديل من القماش حال لونه، دماً سرعان ما يداريه ويعود لابتسامته المكملة للجو الاحتفالي المفتعل لإسعاد الزبائن في الخلف.
تبتعد، مع خطوات الحصان البلدي العجوز بارز العظام كقائده، رتابة الأغنية الخليجية مخلفة علبة مياه غازية قذفت لتستقر بجوار امرأة تبيع المناديل والليمون على الرصيف تطلب برضيعها مشاعر الشفقة.
شهور تسعة هي عمره. يقف بصعوبة متكئاً على نهد أمه المتهدل متشبثاً بسواد نقابها يود الحركة وهي تمسكه عن مراده. يهدأ لبرهة ويحاول من جديد فتقعده من جديد.
وهو جالس في حجرها يظهر على جبينه ملمح تصميم. يرفع يده إلى السماء يحركها كمن يمح سطراً على ورقة كراس. يتهلل الوجه الصبوح بسعادة حين يرى العاشقين الخائفين قد انهمكا في قبلة. قام للمرة الأولى دون مساعدة، سقط .. ثم قام مرتين، حتى ثبتت خطوته وذهبت محاولات الأم لإمساكه أدراج الرياح.