جمعية المسرح في إتحاد الكتاب العرب ــ ندوة بعنوان (هموم المسرح السوري المعاصر)
خلال هذه الندوة كان لي المداخلة التالية ومن الممكن إغناءها باقتراحاتكم :
أعزائي :
لوعدنا للرواد الأوائل للعام 1817 (مارون النقاش والشيخ القباني ويعقوب صنوع وغيرهم ..)لاكتشفنا أن المسرح وافد جديد على بلادنا فتاريخنا العربي يزخر بالمعلقات والشعر بكافة أشكاله ولكنه فقير جدا بالمسرح وبالأشكال الفرجوية المسرحية وإن وجدت بعض هذه الأشكال فهي ظواهر عابرة ليس إلا .
ولأن هذا الوافد حديث الولادة لا بد وأن تكون همومه حاضرة دائما وذلك لأن هذا الفن الراقي الذي ظهر في اليونان نتيجة حتمية للديمقراطية وتعبيرا راقيا عن مجتمع حضاري بكل مناحيه (الثقافية والفلسفية والسياسية...إلخ ) نُقل إلى مجتمع متخلف محكوم من الدولة العثمانية بقوانين إسلام المستعمر مما جعل هذا الوليد خديجا ،فهو سيعيش ويكبر ولكنه دائما مهدد بالموت .وهذا هو حال المسرح السوري فنحن نجد حراكا مسرحيا ومهرجانات مسرحية متوزعة في أغلب مدن ومحافظات القطر ولكن نشعر أن هناك شيئاً ما ليس صحيحا فمن هذا الغير صحيح :
1-إن المسرح يتبع لمديرية اسمها مديرية المسارح والموسيقا التي تتبع لوزارة الثقافة ولو نظرنا إلى الآلية التي يسير وفقها العمل لوجدنا أن المسرح هو جزءٌ من فعاليات الوزارة وليس الكل وكذلك تسمية مديرية المسارح وإضافة الموسيقا لها له دلالته، بمعنى أن دمج المسرح الذي يحتاج بالدرجة الأولى إلى الإستقلالية مع غيره لهو مؤشر على أن الحكومة لا توليه اهتمامها ولو أنها تفعل لأدرج ضمن خططها بشكل مستقل تحت بند مثلا ً(اللجنة الحكومية لتطوير المسرح) ومن هذه اللجنة تنطلق مشاريع هدفها التطوير
كـ :أــ إدراج المسرح كمادة درسية في مدارسنا ولكافة المراحل العمرية
ب ـ بناء مسرح صغير في كل مدرسة
ج ـ نشر ثقافة المسرح ضمن وسائل الإعلام وخاصة (التلفزيون )
2- البنية التحتية للمسارح الموزعة في محافظات ومدن القطر تحتاج إلى تجهيز بشكل حقيقي وأن يشرف على هذه العملية اختصاصيين في الأبنية المسرحية ( المسارح المجهزة بشكل جيد موجودة في العاصمة فقط)
3-استقلالية القرار الثقافي عن القرار السياسي (بمعنى أن يكون مدراء المراكز الثقافية أو المسؤولون عن الشأن الثقافي أناس خبروا العمل الثقافي ويعرفون جيدا الفرق بين المتنبي وسليمان العيسى لا منفذين للاوامرفقط ).
4-الالتفات لمسرح الهواة ودعمه من خلال توفير أماكن التدريب وأماكن العروض وخاصة البعيدة عن المركز (العاصمة) لأن مسرح الهواة هو الرئة التي يتنفس من خلالها المسرح السوري (وهنا يأتي مفهوم الهواية وهوأولئك الذين يعملون دون أن يتقاضوا أجرا )
5-السماح بتشكيل الفرق الخاصة وهذا الأمر بدأت بتنفيذه وزارة الثقافة فهناك عدد من الفرق تعمل باشرافها ...... ولكن وزارة الثقافة غير قادرة على فتح أي مركز من المراكز الثقافية المنتشرة في سوريا وتتبع لها أمام هذه الفرق للتدريب والتحضير للعروض المسرحية ..
6-والهم الأكبر يأتي تحت عنوان (النقد المسرحي والنقاد المسرحيون ):
في المعهد العالي للفنون المسرحية قسم يسمى الدراسات المسرحية وخريجوا هذا القسم إما تحولوا لكتاب سيناريو للتلفزيون أو لممثلين ولكن آخر همهم النقد المسرحي ، وتركوا الساحة لبعض الصحفيين الذين كانوا يكتبون تحقيقات صحفية حول الكهرباء والطرقات وتحولوا فجأة لنقاد مسرحيين يقدمون آراءهم في العروض المسرحية والحقيقة أنهم يقدمون انطباعهم المزاجي دون الدخول في تفاصيل ماشاهدوه ،طبعا لأنهم لا يعرفون ذلك . فالنقد المسرحي هو إخراج ثالث للنص (فالأول للمخرج والثاني للجمهور والثالث للناقد) .
7-إسقاط الجمهور من حسابات بعض المخرجين فيقدمون عروضا تجعله يرتعد عندما تدعوه لعرض مسرحي مرة ثانية . وهذا يؤثر على العملية الإبداعية برمتها ويحول دون تطورها لأن الجمهور هو شريك حقيقي في هذه العملية .
مع هذا البند أنهي مداخلتي التي أتمنى أن تفتح باب الحوار على مصراعيه ...
20/12/2008
مولود داؤد
خلال هذه الندوة كان لي المداخلة التالية ومن الممكن إغناءها باقتراحاتكم :
أعزائي :
لوعدنا للرواد الأوائل للعام 1817 (مارون النقاش والشيخ القباني ويعقوب صنوع وغيرهم ..)لاكتشفنا أن المسرح وافد جديد على بلادنا فتاريخنا العربي يزخر بالمعلقات والشعر بكافة أشكاله ولكنه فقير جدا بالمسرح وبالأشكال الفرجوية المسرحية وإن وجدت بعض هذه الأشكال فهي ظواهر عابرة ليس إلا .
ولأن هذا الوافد حديث الولادة لا بد وأن تكون همومه حاضرة دائما وذلك لأن هذا الفن الراقي الذي ظهر في اليونان نتيجة حتمية للديمقراطية وتعبيرا راقيا عن مجتمع حضاري بكل مناحيه (الثقافية والفلسفية والسياسية...إلخ ) نُقل إلى مجتمع متخلف محكوم من الدولة العثمانية بقوانين إسلام المستعمر مما جعل هذا الوليد خديجا ،فهو سيعيش ويكبر ولكنه دائما مهدد بالموت .وهذا هو حال المسرح السوري فنحن نجد حراكا مسرحيا ومهرجانات مسرحية متوزعة في أغلب مدن ومحافظات القطر ولكن نشعر أن هناك شيئاً ما ليس صحيحا فمن هذا الغير صحيح :
1-إن المسرح يتبع لمديرية اسمها مديرية المسارح والموسيقا التي تتبع لوزارة الثقافة ولو نظرنا إلى الآلية التي يسير وفقها العمل لوجدنا أن المسرح هو جزءٌ من فعاليات الوزارة وليس الكل وكذلك تسمية مديرية المسارح وإضافة الموسيقا لها له دلالته، بمعنى أن دمج المسرح الذي يحتاج بالدرجة الأولى إلى الإستقلالية مع غيره لهو مؤشر على أن الحكومة لا توليه اهتمامها ولو أنها تفعل لأدرج ضمن خططها بشكل مستقل تحت بند مثلا ً(اللجنة الحكومية لتطوير المسرح) ومن هذه اللجنة تنطلق مشاريع هدفها التطوير
كـ :أــ إدراج المسرح كمادة درسية في مدارسنا ولكافة المراحل العمرية
ب ـ بناء مسرح صغير في كل مدرسة
ج ـ نشر ثقافة المسرح ضمن وسائل الإعلام وخاصة (التلفزيون )
2- البنية التحتية للمسارح الموزعة في محافظات ومدن القطر تحتاج إلى تجهيز بشكل حقيقي وأن يشرف على هذه العملية اختصاصيين في الأبنية المسرحية ( المسارح المجهزة بشكل جيد موجودة في العاصمة فقط)
3-استقلالية القرار الثقافي عن القرار السياسي (بمعنى أن يكون مدراء المراكز الثقافية أو المسؤولون عن الشأن الثقافي أناس خبروا العمل الثقافي ويعرفون جيدا الفرق بين المتنبي وسليمان العيسى لا منفذين للاوامرفقط ).
4-الالتفات لمسرح الهواة ودعمه من خلال توفير أماكن التدريب وأماكن العروض وخاصة البعيدة عن المركز (العاصمة) لأن مسرح الهواة هو الرئة التي يتنفس من خلالها المسرح السوري (وهنا يأتي مفهوم الهواية وهوأولئك الذين يعملون دون أن يتقاضوا أجرا )
5-السماح بتشكيل الفرق الخاصة وهذا الأمر بدأت بتنفيذه وزارة الثقافة فهناك عدد من الفرق تعمل باشرافها ...... ولكن وزارة الثقافة غير قادرة على فتح أي مركز من المراكز الثقافية المنتشرة في سوريا وتتبع لها أمام هذه الفرق للتدريب والتحضير للعروض المسرحية ..
6-والهم الأكبر يأتي تحت عنوان (النقد المسرحي والنقاد المسرحيون ):
في المعهد العالي للفنون المسرحية قسم يسمى الدراسات المسرحية وخريجوا هذا القسم إما تحولوا لكتاب سيناريو للتلفزيون أو لممثلين ولكن آخر همهم النقد المسرحي ، وتركوا الساحة لبعض الصحفيين الذين كانوا يكتبون تحقيقات صحفية حول الكهرباء والطرقات وتحولوا فجأة لنقاد مسرحيين يقدمون آراءهم في العروض المسرحية والحقيقة أنهم يقدمون انطباعهم المزاجي دون الدخول في تفاصيل ماشاهدوه ،طبعا لأنهم لا يعرفون ذلك . فالنقد المسرحي هو إخراج ثالث للنص (فالأول للمخرج والثاني للجمهور والثالث للناقد) .
7-إسقاط الجمهور من حسابات بعض المخرجين فيقدمون عروضا تجعله يرتعد عندما تدعوه لعرض مسرحي مرة ثانية . وهذا يؤثر على العملية الإبداعية برمتها ويحول دون تطورها لأن الجمهور هو شريك حقيقي في هذه العملية .
مع هذا البند أنهي مداخلتي التي أتمنى أن تفتح باب الحوار على مصراعيه ...
20/12/2008
مولود داؤد