أعلن الأربعاء الماضي في مؤتمر صحفي في لندن عن الرويات الست التي تضمنتها قائمة الترشيحات النهائية للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية) لعام 2009.
وعلّقت رئيسة لجنة التحكيم يمنى العيد قائلة: "اعتمدنا النقاش الحرّ والمفتوح لتناول جميع الأعمال المرشحة، وركّزنا على الخصائص التي تميّز روائية الرواية العربية وقيمتها الإبداعية".
وقالت د. العيد ردا على سؤال لبي بي سي العربية حول ما اذا كان لمضمون الروايات الايديولوجي أو الأخلاقي دور في تقييمها، انه لا يمكن فصل الشكل عن المضمون حين النظر الى العمل الأدبي لأنهما يشكلان وحدة عضوية، وبالتالي فكلاهما حاضر حين النظر الى العمل الروائي.
وقال جوناثان تايلور الذي يرئس مجلس الأمناء تعليقا على النجاح الذي تلاقيه الجائزة بعدما بلغت عامها الثاني في 2009 : "رغم أن الجائزة لم تتجاوز عامها الثاني، إلا أنها باتت مرسّخة. الفائز في دورة 2008 وكل الأعمال التي وصلت لقائمة الترشيحات النهائية في طور الترجمة الى لغات عديدة، أي أننا تمكنا من تحقيق هدفنا الرئيسي، ألا وهو توسيع دائرة قراء الأدب العربي في العالم. وإنني على ثقة بأن الروايات المرشحة للفوز بجائزة عام 2009 لن تقل نجاحاً عن سابقتها".
وأوضح العضو المنتدب لمؤسسة الإمارات أحمد علي الصايغ: "ان المؤسسة (التي تشارك في تنظيم المسابقة) مسرورة بالمستوى الرفيع للأعمال المرشحة بالقائمة النهائية للبوكر العربية لسنة 2009، بعد التنافسية العالية التي تميّزت بها الترشيحات المبدئية التي كانت أعلنتها لجنة التحكيم خلال الشهر الفائت. إننا فخورون بالاستمرار في دعم الجائزة لسنة 2009، وخصوصاً بعد انطلاقتها الناجحة عام 2008".
وعلّقت المديرة الإدارية للجائزة جمانة حداد قائلة: "إن النجاح اللافت للترشيحات النهائية لسنة 2008، بما تضمنه من عقود ترجمة متنوعة للكتّاب الستة، لهو حافز إضافي لنا لكي تستمر الجائزة في تطوير سبل جديدة لتعزيز موقع الأدب العربي، ولتأمين فرص نشر وانتشار فضلى للفائز ولكتّاب الروايات التي كانت مرشحة للفوز".
وتكونت لجنة التحكيم من الناقد فخري صالح و الأستاذ الجامعي رشيد العناني والمترجم المختص في الأدب المقارن هارتموت فندريش والقاص محمد المر, وترأستها د.يمنى العيد.
وهذه الجائزة كانت قد تأسست رسمياً في ابو ظبي في نيسان (ابريل) 2007، بالشراكة مع "جائزة بوكر" البريطانية وبدعم من "مؤسسة الإمارات" .
وكانت دور النشر العربية قد تقدمت بـ 121 رواية للمشاركة في المسابقة وقد رشحت لجنة التحكيم منها 16 رواية في جلستها التي عقدتها في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في لندن.
وهذه هي الدورة الثانية للمسابقة، حيث فاز في دورتها الأولى العام 2008 الروائي المصري بهاء طاهر عن روايته "واحة الغروب".
الأعمال الفائزة
عكست الروايات الفائزة في قائمة الترشيحات النهائية تنوعا من حيث الموضوعات والبلدان التي ينتمي اليها الكتاب، وهذه نبذة عن الروايات الست:
جوع، للكاتب المصري محمد البساطي
الرواية تصور تحدي الاحتفاظ بالكرامة الانسانية رغم التهميش والجوع.
يتنقل الكاتب بما يشبه الكاميرا المحايدة بين المشاهد متجنبا التورط المشاعري في مصائر الشخصيات والتدخل المباشر في أحداث الرواية.
المترجم الخائن للكاتب السوري فواز حداد
الخيانة في هذه الرواية هي مفهوم مثير للجدل، ويطرح اشكالية الثوابت في الفن وإمكانية وضع لوائح اخلاقية أو مهنية صارمة حين التعامل مع الترجمة (في هذه الرواية تحديدا) ومع الأعمال الفنية بشكل عام.
هذه رواية تطرح الكثير من الأسئلة المتعلقة بحرية التعامل مع الفن والحدود الفاصلة بين الإبداع والخيانة.
عزازيل للكاتب المصري يوسف زيدان
تدور أحداث الرواية في القرن الخامس الميلادي ما بين صعيد مصر والإسكندرية وشمال سوريا في فترة قلقة من تاريخ الديانة المسيحية عقب تبني الامبراطورية الرومانية للديانة "الجديدة" وما تلا ذلك من صراع مذهبي داخلي بين آباء الكنيسة من ناحية والمؤمنين "الجدد" والوثنية المتراجعة من جهة ثانية.
روائح ماري كلير للكاتب التونسي الحبيب السالمي
تعالج هذه الرواية موضوع تعايش الثقافات المختلفة من خلال قصة حب تربط رجلا تونسيا بامرأة فرنسية.
الموضوع الذي تتناوله الرواية ليس جديدا، فقد تناوله الطيب صالح وبهاء طاهر وسهيل إدريس وآخرون. ما يميز رواية الحبيب السالمي هو إحساس القارئ بأن كاتب الرواية يتحرك في فضاءات مألوفة تماما لديه، ولم يقع في المطب الذي وقع فيه الكثيرون حين تصويره طبيعة العلاقة الجنسية بين الرجل الشرقي (الذي دأب الكتاب العرب على تصويره "فحلا" يغزو الجسد الأوروبي ويخرج دائما منتصرا فخورا).
بطل الحبيب السالمي يتعرف حتى على جسده الخاص من خلال لقائه بجسد امرأة منطلق وعفوي ومتحرر من القيود الأخلاقية والاجتماعية والنفسية التي ينوء تحتها الجسد الشرقي.
بطل الرواية هنا غير مدع، بل يقف متهيبا خجولا مستزيدا من علوم وفنون الجسد في مدرسة صديقته التي بدورها تستمع الى ذكرياته عن طفولة عاشها في عالم بعيد كل البعد عن مسلماتها الاجتماعية والسلوكية.
الحفيدة الأميركية للكاتبة العر اقية انعام كجه جه
تدور أحداث هذه الرواية بعد الاحتلال الأميركي للعراق، وتصور تداعيات هذا الوضع على الوجود العراقي برمته. وهي تنسج من المشاعر المتناقضة لشخصية الفتاة العراقية - الأميركية العائدة إلى وطنها مترجمة ضمن صفوف الجيش الأميركي مأساة العراق، وتعكس شخصيتها الممزقة بين انتمائين وولائين، مأزق الكثير من العراقيين.
زمن الخيول البيضاء للكاتب الفلسطيني-الأردني ابراهيم نصر الله
يتتبع الكاتب في هذه الرواية تاريخ قرية فلسطينية واحدة ويركز على ثلاثة أجيال من أسرة في عينها في تلك القرية، ويؤرخ روائيا لحقبة مهمة جدا في تاريخ الشعب الفلسطيني تمتد عبر عصور الحكم العثماني والانتداب البريطاني الى تأسيس دولة إسرائيل.
تتقاطع في هذه الرواية الرموز والمجازات التي تتبوأ بينها الخيول كرمز ثري مجازيا مركز الصدارة، وتتباين اللغة عبر الرواية بين السرد البسيط والصور الشعرية بينما تشتعل فجأة غي الفصول الأخيرة لتكتسب زخما وحركة متابعة المعارك بتفاصيلها والجبهات وجولات الكر والفر وعواطف الأمل والخيبة والوهن والتحدي، وسط أحداث متسارعة ومناقضة يتغير مضمونها واتجاهها من لحظة لأخرى.
يذكر أن الفائزين باللائحة القصيرة يحصلون على جائزة نقدية مقدارها عشرة آلاف دولار أمريكي، بينما يحصل الفائز الأول الذي سيجري اختياره في الجلسة التي ستعقد في أبوظبي في بداية شهر مارس/آذار القادم مبلغ خمسين ألف دولار، وتترجم أعمال الفائزين الى لغات عدة.
من ال bbc
وعلّقت رئيسة لجنة التحكيم يمنى العيد قائلة: "اعتمدنا النقاش الحرّ والمفتوح لتناول جميع الأعمال المرشحة، وركّزنا على الخصائص التي تميّز روائية الرواية العربية وقيمتها الإبداعية".
وقالت د. العيد ردا على سؤال لبي بي سي العربية حول ما اذا كان لمضمون الروايات الايديولوجي أو الأخلاقي دور في تقييمها، انه لا يمكن فصل الشكل عن المضمون حين النظر الى العمل الأدبي لأنهما يشكلان وحدة عضوية، وبالتالي فكلاهما حاضر حين النظر الى العمل الروائي.
وقال جوناثان تايلور الذي يرئس مجلس الأمناء تعليقا على النجاح الذي تلاقيه الجائزة بعدما بلغت عامها الثاني في 2009 : "رغم أن الجائزة لم تتجاوز عامها الثاني، إلا أنها باتت مرسّخة. الفائز في دورة 2008 وكل الأعمال التي وصلت لقائمة الترشيحات النهائية في طور الترجمة الى لغات عديدة، أي أننا تمكنا من تحقيق هدفنا الرئيسي، ألا وهو توسيع دائرة قراء الأدب العربي في العالم. وإنني على ثقة بأن الروايات المرشحة للفوز بجائزة عام 2009 لن تقل نجاحاً عن سابقتها".
وأوضح العضو المنتدب لمؤسسة الإمارات أحمد علي الصايغ: "ان المؤسسة (التي تشارك في تنظيم المسابقة) مسرورة بالمستوى الرفيع للأعمال المرشحة بالقائمة النهائية للبوكر العربية لسنة 2009، بعد التنافسية العالية التي تميّزت بها الترشيحات المبدئية التي كانت أعلنتها لجنة التحكيم خلال الشهر الفائت. إننا فخورون بالاستمرار في دعم الجائزة لسنة 2009، وخصوصاً بعد انطلاقتها الناجحة عام 2008".
وعلّقت المديرة الإدارية للجائزة جمانة حداد قائلة: "إن النجاح اللافت للترشيحات النهائية لسنة 2008، بما تضمنه من عقود ترجمة متنوعة للكتّاب الستة، لهو حافز إضافي لنا لكي تستمر الجائزة في تطوير سبل جديدة لتعزيز موقع الأدب العربي، ولتأمين فرص نشر وانتشار فضلى للفائز ولكتّاب الروايات التي كانت مرشحة للفوز".
وتكونت لجنة التحكيم من الناقد فخري صالح و الأستاذ الجامعي رشيد العناني والمترجم المختص في الأدب المقارن هارتموت فندريش والقاص محمد المر, وترأستها د.يمنى العيد.
وهذه الجائزة كانت قد تأسست رسمياً في ابو ظبي في نيسان (ابريل) 2007، بالشراكة مع "جائزة بوكر" البريطانية وبدعم من "مؤسسة الإمارات" .
وكانت دور النشر العربية قد تقدمت بـ 121 رواية للمشاركة في المسابقة وقد رشحت لجنة التحكيم منها 16 رواية في جلستها التي عقدتها في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في لندن.
وهذه هي الدورة الثانية للمسابقة، حيث فاز في دورتها الأولى العام 2008 الروائي المصري بهاء طاهر عن روايته "واحة الغروب".
الأعمال الفائزة
عكست الروايات الفائزة في قائمة الترشيحات النهائية تنوعا من حيث الموضوعات والبلدان التي ينتمي اليها الكتاب، وهذه نبذة عن الروايات الست:
جوع، للكاتب المصري محمد البساطي
الرواية تصور تحدي الاحتفاظ بالكرامة الانسانية رغم التهميش والجوع.
يتنقل الكاتب بما يشبه الكاميرا المحايدة بين المشاهد متجنبا التورط المشاعري في مصائر الشخصيات والتدخل المباشر في أحداث الرواية.
المترجم الخائن للكاتب السوري فواز حداد
الخيانة في هذه الرواية هي مفهوم مثير للجدل، ويطرح اشكالية الثوابت في الفن وإمكانية وضع لوائح اخلاقية أو مهنية صارمة حين التعامل مع الترجمة (في هذه الرواية تحديدا) ومع الأعمال الفنية بشكل عام.
هذه رواية تطرح الكثير من الأسئلة المتعلقة بحرية التعامل مع الفن والحدود الفاصلة بين الإبداع والخيانة.
عزازيل للكاتب المصري يوسف زيدان
تدور أحداث الرواية في القرن الخامس الميلادي ما بين صعيد مصر والإسكندرية وشمال سوريا في فترة قلقة من تاريخ الديانة المسيحية عقب تبني الامبراطورية الرومانية للديانة "الجديدة" وما تلا ذلك من صراع مذهبي داخلي بين آباء الكنيسة من ناحية والمؤمنين "الجدد" والوثنية المتراجعة من جهة ثانية.
روائح ماري كلير للكاتب التونسي الحبيب السالمي
تعالج هذه الرواية موضوع تعايش الثقافات المختلفة من خلال قصة حب تربط رجلا تونسيا بامرأة فرنسية.
الموضوع الذي تتناوله الرواية ليس جديدا، فقد تناوله الطيب صالح وبهاء طاهر وسهيل إدريس وآخرون. ما يميز رواية الحبيب السالمي هو إحساس القارئ بأن كاتب الرواية يتحرك في فضاءات مألوفة تماما لديه، ولم يقع في المطب الذي وقع فيه الكثيرون حين تصويره طبيعة العلاقة الجنسية بين الرجل الشرقي (الذي دأب الكتاب العرب على تصويره "فحلا" يغزو الجسد الأوروبي ويخرج دائما منتصرا فخورا).
بطل الحبيب السالمي يتعرف حتى على جسده الخاص من خلال لقائه بجسد امرأة منطلق وعفوي ومتحرر من القيود الأخلاقية والاجتماعية والنفسية التي ينوء تحتها الجسد الشرقي.
بطل الرواية هنا غير مدع، بل يقف متهيبا خجولا مستزيدا من علوم وفنون الجسد في مدرسة صديقته التي بدورها تستمع الى ذكرياته عن طفولة عاشها في عالم بعيد كل البعد عن مسلماتها الاجتماعية والسلوكية.
الحفيدة الأميركية للكاتبة العر اقية انعام كجه جه
تدور أحداث هذه الرواية بعد الاحتلال الأميركي للعراق، وتصور تداعيات هذا الوضع على الوجود العراقي برمته. وهي تنسج من المشاعر المتناقضة لشخصية الفتاة العراقية - الأميركية العائدة إلى وطنها مترجمة ضمن صفوف الجيش الأميركي مأساة العراق، وتعكس شخصيتها الممزقة بين انتمائين وولائين، مأزق الكثير من العراقيين.
زمن الخيول البيضاء للكاتب الفلسطيني-الأردني ابراهيم نصر الله
يتتبع الكاتب في هذه الرواية تاريخ قرية فلسطينية واحدة ويركز على ثلاثة أجيال من أسرة في عينها في تلك القرية، ويؤرخ روائيا لحقبة مهمة جدا في تاريخ الشعب الفلسطيني تمتد عبر عصور الحكم العثماني والانتداب البريطاني الى تأسيس دولة إسرائيل.
تتقاطع في هذه الرواية الرموز والمجازات التي تتبوأ بينها الخيول كرمز ثري مجازيا مركز الصدارة، وتتباين اللغة عبر الرواية بين السرد البسيط والصور الشعرية بينما تشتعل فجأة غي الفصول الأخيرة لتكتسب زخما وحركة متابعة المعارك بتفاصيلها والجبهات وجولات الكر والفر وعواطف الأمل والخيبة والوهن والتحدي، وسط أحداث متسارعة ومناقضة يتغير مضمونها واتجاهها من لحظة لأخرى.
يذكر أن الفائزين باللائحة القصيرة يحصلون على جائزة نقدية مقدارها عشرة آلاف دولار أمريكي، بينما يحصل الفائز الأول الذي سيجري اختياره في الجلسة التي ستعقد في أبوظبي في بداية شهر مارس/آذار القادم مبلغ خمسين ألف دولار، وتترجم أعمال الفائزين الى لغات عدة.
من ال bbc