صحيفة تشرين
السبت 22 تشرين الثاني 2008
غيب الموت أمس الإعلامي البارز جبران كورية بعد صراع طويل مع مرض عضال أنهكه وانتصر على الجسد دون أن ينتصر على الروح.
غاب جبران كورية، الأستاذ والزميل والمعلم لجيل من الصحفيين السوريين، خاصة في صحيفة «تشرين» التي له فضل عليها عندما شغل مديراً للأخبار ومديراً للتحرير وكان صديقاً أكثر مما كان رئيساً على مرؤوسين.
غيب الموت جبران كورية الذي جعلنا نعشق التعليق السياسي الرشيق، الخالي من العبارات الجاهزة المكرورة، والذي علمنا كيف نفيد من أخطائنا بألا نكررها مرة أخرى، وأن نعمل ـ كما كان هو ـ ساعات طويلة بحثاً عن الحقيقة والخبر المميز، وان يكون عملنا في سبيل ايصال رسالة سامية انيطت بالإعلامي دون انتظار مكافأة أو ثناء.
كنا فريق عمل واحداً على الدوام، لم نشعر اننا امام مدير التحرير، بل أمام زميل يستشيرنا حتى في التعليقات التي كان يكتبها.. كان يقول لنا: إذا وجدتم أي خطأ فصححوا لي، وكنا نخجل من ذلك لأننا كنا نظن أنه لا يخطئ أبداً.
.. ومع ذلك إذا حدث واكتشفنا أي غلط ونادراً ما كان يحدث ذلك، كنا نقول له: أستاذ.. أظن أن هنا خطأ ما.. فيبادر دون أن يقرأ ما اكتشفناه: صحح الخطأ فوراً لماذا أطلب منك أن تقرأ؟
عندما تفشى المرض الخبيث في جسده النحيل وهده المرض، بادر السيد الرئيس بشار الأسد إلى إصدار توجيهاته بإرساله فوراً إلى ألمانيا لمتابعة العلاج.. لكن المرض كان أقوى من طب الأطباء وعقاقير الصيادلة.
فور عودته من رحلته الاستشفائية أرسل إلى «تشرين» التي كان من مؤسسيها وكتابها مقالة «خواطر من المانيا» مزج فيها بأسلوب شيق بين الخواطر الشخصية والهموم السياسية والاقتصادية، دون أن ينسى رفع أسمى آيات الشكر للرئيس الأسد على بادرته الكريمة.
وكتب بعدها مقالتين في الموضوع نفسه مستعرضاً التجربة الاقتصادية الألمانية وإمكانية الإفادة منها في سورية.
ربما كانت تلك المقالات الثلاث هي آخر ما خط قلم جبران كورية الذي لملم أوراقه دون وداع في رحلته الأخيرة تاركاً سجلاً ناصعاً وسيرة عطرة.
ولد الراحل في 31 آب عام 1929، وعمل في الإعلام السوري منذ الخمسينيات وسافر إلى ألمانيا حيث عمل في إذاعة المانيا «دويتشه ميله» الناطقة بالعربية، قبل أن يعود إلى دمشق ويشارك في تأسيس «تشرين» مع عدد كبير من الإعلاميين البارزين في مقدمتهم الراحل جلال فاروق الشريف الذي كان أول رئيس لتحرير الصحيفة، ثم اختاره القائد الراحل حافظ الأسد ليتسلم مهام مدير المكتب الصحفي في القصر الرئاسي.
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته ولذويه الصبر والسلوان.
السبت 22 تشرين الثاني 2008
غيب الموت أمس الإعلامي البارز جبران كورية بعد صراع طويل مع مرض عضال أنهكه وانتصر على الجسد دون أن ينتصر على الروح.
غاب جبران كورية، الأستاذ والزميل والمعلم لجيل من الصحفيين السوريين، خاصة في صحيفة «تشرين» التي له فضل عليها عندما شغل مديراً للأخبار ومديراً للتحرير وكان صديقاً أكثر مما كان رئيساً على مرؤوسين.
غيب الموت جبران كورية الذي جعلنا نعشق التعليق السياسي الرشيق، الخالي من العبارات الجاهزة المكرورة، والذي علمنا كيف نفيد من أخطائنا بألا نكررها مرة أخرى، وأن نعمل ـ كما كان هو ـ ساعات طويلة بحثاً عن الحقيقة والخبر المميز، وان يكون عملنا في سبيل ايصال رسالة سامية انيطت بالإعلامي دون انتظار مكافأة أو ثناء.
كنا فريق عمل واحداً على الدوام، لم نشعر اننا امام مدير التحرير، بل أمام زميل يستشيرنا حتى في التعليقات التي كان يكتبها.. كان يقول لنا: إذا وجدتم أي خطأ فصححوا لي، وكنا نخجل من ذلك لأننا كنا نظن أنه لا يخطئ أبداً.
.. ومع ذلك إذا حدث واكتشفنا أي غلط ونادراً ما كان يحدث ذلك، كنا نقول له: أستاذ.. أظن أن هنا خطأ ما.. فيبادر دون أن يقرأ ما اكتشفناه: صحح الخطأ فوراً لماذا أطلب منك أن تقرأ؟
عندما تفشى المرض الخبيث في جسده النحيل وهده المرض، بادر السيد الرئيس بشار الأسد إلى إصدار توجيهاته بإرساله فوراً إلى ألمانيا لمتابعة العلاج.. لكن المرض كان أقوى من طب الأطباء وعقاقير الصيادلة.
فور عودته من رحلته الاستشفائية أرسل إلى «تشرين» التي كان من مؤسسيها وكتابها مقالة «خواطر من المانيا» مزج فيها بأسلوب شيق بين الخواطر الشخصية والهموم السياسية والاقتصادية، دون أن ينسى رفع أسمى آيات الشكر للرئيس الأسد على بادرته الكريمة.
وكتب بعدها مقالتين في الموضوع نفسه مستعرضاً التجربة الاقتصادية الألمانية وإمكانية الإفادة منها في سورية.
ربما كانت تلك المقالات الثلاث هي آخر ما خط قلم جبران كورية الذي لملم أوراقه دون وداع في رحلته الأخيرة تاركاً سجلاً ناصعاً وسيرة عطرة.
ولد الراحل في 31 آب عام 1929، وعمل في الإعلام السوري منذ الخمسينيات وسافر إلى ألمانيا حيث عمل في إذاعة المانيا «دويتشه ميله» الناطقة بالعربية، قبل أن يعود إلى دمشق ويشارك في تأسيس «تشرين» مع عدد كبير من الإعلاميين البارزين في مقدمتهم الراحل جلال فاروق الشريف الذي كان أول رئيس لتحرير الصحيفة، ثم اختاره القائد الراحل حافظ الأسد ليتسلم مهام مدير المكتب الصحفي في القصر الرئاسي.
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته ولذويه الصبر والسلوان.