بدأت النجومُ في السماءِ تتزينُ * * * * والليلُ يرسم النسماتُ الهادئة فهذا نيسانُ
ليس لأنه شهرٌ من هذا الزمان * * * * فقد جاءَ الربيعُ صاحبَ الألوانُ
جديرٌ أن تبتهجَ الدنيا في هذه الأيامُ * * * * لكن الطبيعةَ تبكي لفقدانِ وردةَ البستانُ
رأيتُ الورود ترسمُ الحزنَ * * * * فـقـد هـجـرتـهـم وردةُ الـــريــانُ
راحت الطيورُ تُلًحِنَ أنغامَ الوداعِ * * * * وتكتبُ على أشجارها ها قد ذهب الحنانُ
سَمِعَتْ الحانُ الطيور شمس الزمانِ * * * * فـأنـارت عـلـى قبرها دفئاً وحنانُ
أخذتني الذكرياتُ عندما كانت ريانُ * * تلهو وتتمايلُ بين أشجارِ الليمونِ والزيتونُ
تتزينُ بطوقِ الياسمينَ وعلى شعرها * * * * أزهــارُ الـــربيعِ تـتـسـارعُ لـلـقـيـانِ
صادقتها الابتسامةُ وذهبت معها * * * * حتى في نومها بعيداً عن عيونِ الإنسانًُ
ها قد أصبحت ريانُ ملاكاً في جنةٍ * * * * لا تتصف بدنيانا ولا بهذا البنيانُ
سقط قطراتُ الندى من وردةِ البستانُ * * * * كأنها قطراتُ شهدٍ على خدِ ريــانُ
لا تدمعي يا وردتي في أحلامي * * * * فـدمعُك يـمـلأ قـلـبـي بالأحزانُ
هبيني قوةً من ابـتسامتك ولا تحـزني * * * * فـقـلـبـي لا يـتحمـل جـرحان
صبحي من أفاقِ السماء للربيعِ * * * * فالربيعُ ينعشه صوتكِ الــرنــانُ
سلامٌ وألف السلامُ من الربيعِ * * * * إلى أجملُ وردةٍ في هذا المكانُ