ستارة
الطوفـــان .. طوفان مسرحي جميل للمسرح الجامعي
لاأعرف إذا كان الأمر مصادفة أن أشاهد عرضين مسرحيين بنفس الأسبوع الأول (دون كيشوت ) للمخرج مانويل جيجي على مسرح صالة الحمراء والثاني الطوفان للمخرج هاشم غزال .. والاثنان يتبنيان نفس النتيجة .. مخلص حقيقي نستنبطه من دواخلنا وأعماقنا .. مخلص يطهر نفوسنا ويغسل خطايانا وآثامنا التي تعاظمت وتفسخت وباتت وباءا تنذر بعاقبة وخيمة غير معروفة النتائج والعواقب .. مخلصا يعبد لنا طريقا خاليا من الضغائن والأحقاد ونصب الشراك والأفخاخ لبعضنا ونظيفا من غبار الجهل والتخلف المتراكم في عقولنا وليضيء لنا عوالما سوداء قاتمة لطالما عشعشت طويلا في أفكارنا .
عن نص مسرحي مأخوذ من نص سيدرا للكاتب العراقي "خزعل الماجدي" قدم المسرح الجامعي بجامعة تشرين عرضه المسرحي (الطوفان) .. العمل يروي حكاية طوفان النبي نوح (ع) وفق اسطورة سومرية .
يبدأ العرض بطقوس احتفالية دينية جميلة ترافقها موسيقا وظفت بطريقة أكثرمن رائعة لتشدنا وتسمرنا وتضعنا أمام مشهدية بصرية في منتهى الروعة ولتشعرنا أننا أمام عرض سيكون متميزا بكل مفرداته .. وفعلا كان ماتوقعناه ..
العرض على الصعيد النصي لغته من المؤكد أنها كانت صعبة خاصة أن مثل هذه النصوص تحتاج من المخرج إعدادا مختلفا عن النصوص المسرحية الأخرى وأعتقد أن المخرج هاشم بخبرته الفنية والتراكمية المعرفية المسرحية لم يغب عنه هذا الأمر فقدم لنا هذا العمل ضمن لغة جزلة بسيطة وبالوقت ذاته حافظ على روح ذالك النص .. أنا لن أنوب عن المخرج وأتفزلك بأي منهج أو مدرسة عمل تحت لواءها ليقدم لنا هذا العمل الجميل ولايهمني أن أعرف أنه اشتغل بطريقة المسرح الاحتفالي أو التطهيري أو البريختي أو الواقعي أو ... إلخ . مايهمني بالأمر أنه قدم لنا عرضا جميلا بكل ماتعنيه هذه الكلمة وكفى والأمر متروك للمخرج الأستاذ هاشم بأي طريقة انتهج عمله فقد يكون أخذ من كل تلك المسارح وأنتج لنا مسرحا جديدا غزاليا خاصا به ولكنه جاء موفقا وجميلا .. اللمسات الاخراجية المتقنة كانت واضحة في أكثر مشاهد العرض من التشكيلات الحركية الجماعية إلى الجهد الواضح على شغل وأداء الممثلين إلى الإختيار الموفق والرائع للموسيقا والتي برأيي كانت بطلا إضافيا للعرض أسهمت إلى حد كبير في إنجاحه مع باقي مفردات العرض .. إلى التوظيف الناجح لقنقنة ديكور العرض وعدم المبالغة في الحالة الابهارية على حساب فكرة العرض ..
أما على صعيد التمثيل .. فبكل صراحة ورغم الجهد الواضح للمخرج هاشم والذي أسلفت عليه آنفا وبرغم أن الممثلين انقسموا مابين محترف وهاو يصعد على الخشبة لمرة أو مرتين إلا أنه كان هناك تباينا في قدراتهم وهذا أمر طبيعي ولايقلل من نجاح هذا العرض فالمسرح بالمحصلة عمل جماعي ولايعتمد بنجاحه على فرد أو اثنين .. أثني وأشد على يد الفنان المتألق مصطفى جانودي والذي يثبت يوما بعد يوم أنه فنان مجتهد ومتطور يطور امكاناته الفنية ويزيد من معارفه المسرحية بشكل ملفت للنظر بسرعة .. شكرا للفنان حسام قعقع الذي فاجأني بتطور أدائه ورفع وتيرة فهمه لدوره وعمله وأقول له من يعمل مع مخرج كبير وواع لما يعمله سيكبر حتما معه .. وأخص بالثناء للممثلة رشا بلال الأكثر من رائعة ولأكثر من سبب .. لأنها استطاعت أن تلعب هذا الدور بحرفية عالية تعجز الكثيرات من المخضرمات لعب هذا الدور أما الممثل المجتهد نجوان ولأني أعرف أن مازال لديه امكانات أكبر مما رأيته أقول له وبكل الحب لايكفي أن نغير من شكلنا الخارجي ونستعير صوتا لننتقل من شخصية إلى أخرى بسهولة دون أن ندخل إلى عوالمها النفسية ومكنوناتها الحسية وإلى باقي جوقة الممثلين والمؤدين من القلب أقول ابقوا وتدربوا أكثر تابعوا مسيرتكم بحب أكبر وتابعوا تدريباتكم تحت إشراف من تعب عليكم وأخذ بيدكم ولاتغردوا خارج سرب مسرحكم الجامعي ..
شكرا هاشم .. لأنك متعتنا بعرض جميل وقدمت عرضا سيرتقي بذائقة طلابنا يوما بعد يوم وإن يظن البعض أن مثل هكذا أعمال لاتعني قطاع الطلبة ولاتهم قضاياهم.
شكرا لكل طاقم العمل فردا فردا .. شكرا لإتحاد الطلبة فرع جامعة تشرين لتعاونهم الدائم مع كل مايخدم الفكر الطلابي المثقف ولتقديمه الدعم الدائم للحركة المسرحية .
رؤية ومشاهدة
شاكر شاكر
لاأعرف إذا كان الأمر مصادفة أن أشاهد عرضين مسرحيين بنفس الأسبوع الأول (دون كيشوت ) للمخرج مانويل جيجي على مسرح صالة الحمراء والثاني الطوفان للمخرج هاشم غزال .. والاثنان يتبنيان نفس النتيجة .. مخلص حقيقي نستنبطه من دواخلنا وأعماقنا .. مخلص يطهر نفوسنا ويغسل خطايانا وآثامنا التي تعاظمت وتفسخت وباتت وباءا تنذر بعاقبة وخيمة غير معروفة النتائج والعواقب .. مخلصا يعبد لنا طريقا خاليا من الضغائن والأحقاد ونصب الشراك والأفخاخ لبعضنا ونظيفا من غبار الجهل والتخلف المتراكم في عقولنا وليضيء لنا عوالما سوداء قاتمة لطالما عشعشت طويلا في أفكارنا .
عن نص مسرحي مأخوذ من نص سيدرا للكاتب العراقي "خزعل الماجدي" قدم المسرح الجامعي بجامعة تشرين عرضه المسرحي (الطوفان) .. العمل يروي حكاية طوفان النبي نوح (ع) وفق اسطورة سومرية .
يبدأ العرض بطقوس احتفالية دينية جميلة ترافقها موسيقا وظفت بطريقة أكثرمن رائعة لتشدنا وتسمرنا وتضعنا أمام مشهدية بصرية في منتهى الروعة ولتشعرنا أننا أمام عرض سيكون متميزا بكل مفرداته .. وفعلا كان ماتوقعناه ..
العرض على الصعيد النصي لغته من المؤكد أنها كانت صعبة خاصة أن مثل هذه النصوص تحتاج من المخرج إعدادا مختلفا عن النصوص المسرحية الأخرى وأعتقد أن المخرج هاشم بخبرته الفنية والتراكمية المعرفية المسرحية لم يغب عنه هذا الأمر فقدم لنا هذا العمل ضمن لغة جزلة بسيطة وبالوقت ذاته حافظ على روح ذالك النص .. أنا لن أنوب عن المخرج وأتفزلك بأي منهج أو مدرسة عمل تحت لواءها ليقدم لنا هذا العمل الجميل ولايهمني أن أعرف أنه اشتغل بطريقة المسرح الاحتفالي أو التطهيري أو البريختي أو الواقعي أو ... إلخ . مايهمني بالأمر أنه قدم لنا عرضا جميلا بكل ماتعنيه هذه الكلمة وكفى والأمر متروك للمخرج الأستاذ هاشم بأي طريقة انتهج عمله فقد يكون أخذ من كل تلك المسارح وأنتج لنا مسرحا جديدا غزاليا خاصا به ولكنه جاء موفقا وجميلا .. اللمسات الاخراجية المتقنة كانت واضحة في أكثر مشاهد العرض من التشكيلات الحركية الجماعية إلى الجهد الواضح على شغل وأداء الممثلين إلى الإختيار الموفق والرائع للموسيقا والتي برأيي كانت بطلا إضافيا للعرض أسهمت إلى حد كبير في إنجاحه مع باقي مفردات العرض .. إلى التوظيف الناجح لقنقنة ديكور العرض وعدم المبالغة في الحالة الابهارية على حساب فكرة العرض ..
أما على صعيد التمثيل .. فبكل صراحة ورغم الجهد الواضح للمخرج هاشم والذي أسلفت عليه آنفا وبرغم أن الممثلين انقسموا مابين محترف وهاو يصعد على الخشبة لمرة أو مرتين إلا أنه كان هناك تباينا في قدراتهم وهذا أمر طبيعي ولايقلل من نجاح هذا العرض فالمسرح بالمحصلة عمل جماعي ولايعتمد بنجاحه على فرد أو اثنين .. أثني وأشد على يد الفنان المتألق مصطفى جانودي والذي يثبت يوما بعد يوم أنه فنان مجتهد ومتطور يطور امكاناته الفنية ويزيد من معارفه المسرحية بشكل ملفت للنظر بسرعة .. شكرا للفنان حسام قعقع الذي فاجأني بتطور أدائه ورفع وتيرة فهمه لدوره وعمله وأقول له من يعمل مع مخرج كبير وواع لما يعمله سيكبر حتما معه .. وأخص بالثناء للممثلة رشا بلال الأكثر من رائعة ولأكثر من سبب .. لأنها استطاعت أن تلعب هذا الدور بحرفية عالية تعجز الكثيرات من المخضرمات لعب هذا الدور أما الممثل المجتهد نجوان ولأني أعرف أن مازال لديه امكانات أكبر مما رأيته أقول له وبكل الحب لايكفي أن نغير من شكلنا الخارجي ونستعير صوتا لننتقل من شخصية إلى أخرى بسهولة دون أن ندخل إلى عوالمها النفسية ومكنوناتها الحسية وإلى باقي جوقة الممثلين والمؤدين من القلب أقول ابقوا وتدربوا أكثر تابعوا مسيرتكم بحب أكبر وتابعوا تدريباتكم تحت إشراف من تعب عليكم وأخذ بيدكم ولاتغردوا خارج سرب مسرحكم الجامعي ..
شكرا هاشم .. لأنك متعتنا بعرض جميل وقدمت عرضا سيرتقي بذائقة طلابنا يوما بعد يوم وإن يظن البعض أن مثل هكذا أعمال لاتعني قطاع الطلبة ولاتهم قضاياهم.
شكرا لكل طاقم العمل فردا فردا .. شكرا لإتحاد الطلبة فرع جامعة تشرين لتعاونهم الدائم مع كل مايخدم الفكر الطلابي المثقف ولتقديمه الدعم الدائم للحركة المسرحية .
رؤية ومشاهدة
شاكر شاكر
