سمعت صوتها ..
اليوم .. صباح اليوم .. سمعت صوتها .. كانت تقدم برنامجها النصف أسبوعي .. وكنت في التاكسي إلى عملي ..
نعم إنها مقدمة برامج مشهورة .. لإذاعة مشهورة ..من بعض ممتلكات أمير مشهور جداً ..
كانت حبيبتي .. كانت كل أميرة حلمت بها يوماً .. كانت كل النساء بالنسبة لي .. ولم تعد غيرها تعنيني أو حتى تظفر بلفتة اهتمام .. وكانت كما قالت تعبد ربّين .. ربها في السماء .. وأنا حبيبها عند المساء ..
كنا عندما نمر بشارع .. كل الناس .. كل الحجارة .. الرصيف .. إشارات المرور وأضواء السيارات .. حتى الياسمين المتدلي من على الشرفات .. كلهم كانوا يتغامزون ويطلقون ابتسامات خبيثة ..
كنت أفقد عقلي حين أراها .. فكيف عن القبلات .......
كل هذا صار ماضي .. أو كنت أظنه كذلك ..
حاولت دفن كل شيء .. حتى أن أدفن قلبي .. دفنت نفسي في العمل .. والدراسة .. والرفاق .. لكي أنسى ..
لكن الألم كان كبيراً جدّاً ..
صعب أن تنسى .. كم كانت خيانتها صعبة .. وكيف كان ما اعتبرته صادقاً مقدساً .. طاهراً كالشمس ..
كيف كان مدنساً بكل القاذورات .. مدنساً بالغدر .. مدنساً بالكذب ..
أعذروني إن شطحت بتفكيري .. وشطحت فيّ ذكرياتي .. واستفاقت كل الجروح النائمة ..
سأعود لصباح اليوم ..
سمعتها في التاكسي .. تقول ببرنامجها .. بكل حب صباح الخير ..
كانت أول مرّة أسمع صوتها منذ شهرين أي من تموز الأسوددددددددددد .. من تموز خيانتها ..
قد حاربت الراديو من تاريخه .. حتى أغاني فيروز الصباحية .. كنت خائف أن أسمع صوتها .. وتنهار كل الحواجز الزجاجية التي كنت أبنيها يوماً بعد يوم ..
لكن بكلمة واحدة .. انهارت حواجزي ..
انهارت دفاعاتي ..
ذابت كل الأقنعة الشمعية .. وظهرت الحقيقة من جديد ..
ظهر ضعفي أمام حبها من جديد ..
بكل حب صباح الخير .. قالتها ..وسمعتها وحدي .. سمعها قلبي .. فرقص رقصته البدائية .. أغمضت عيني .. أغمضتها أو أن شيئاً ما حجب عني رؤية الماضي القريب .. حجب عني ألم ذكرياتي التي حفرتها خيانتها .. أوشاماً على جسدي .. على حياتي ..
لم أكن سعيداً كما كنت هذا الصباح .. كأن كل الحب في عبارتها كان لي وحدي ..
لازلت أحبها نعم .. ولم أعد أعرف إن كنت أذكر خيانتها .. وكرهي لها ..
أم أذكر حبنا لبعضنا .. وذكرياتنا الجميلة .. قبلاتنا .. عناقاتنا .. لمساتنا ..
عاصفة تساؤلات حملتني بعيداً بعيداً وأنا أسمع صوتها .. يأتي متقطعاً بين أغاني فيروز الصباحية ..
كزخات مطر تروي أرضاً ظمأى .. كينبوع ماء .. شربت من صوتها .. شربت شربت ولم أرتوي ..
ثم استفقت .. على سائق التاكسي وهو يقول لي .. يمين أو يسار أستاذ ..
وسؤاله في مكانه ..
يمين أو يسار ..
لا أعرف ..
صدقاً لم أعد أعرف ..
ولم أعد قادراً على الاختيار ..
حسام ..
اليوم .. صباح اليوم .. سمعت صوتها .. كانت تقدم برنامجها النصف أسبوعي .. وكنت في التاكسي إلى عملي ..
نعم إنها مقدمة برامج مشهورة .. لإذاعة مشهورة ..من بعض ممتلكات أمير مشهور جداً ..
كانت حبيبتي .. كانت كل أميرة حلمت بها يوماً .. كانت كل النساء بالنسبة لي .. ولم تعد غيرها تعنيني أو حتى تظفر بلفتة اهتمام .. وكانت كما قالت تعبد ربّين .. ربها في السماء .. وأنا حبيبها عند المساء ..
كنا عندما نمر بشارع .. كل الناس .. كل الحجارة .. الرصيف .. إشارات المرور وأضواء السيارات .. حتى الياسمين المتدلي من على الشرفات .. كلهم كانوا يتغامزون ويطلقون ابتسامات خبيثة ..
كنت أفقد عقلي حين أراها .. فكيف عن القبلات .......
كل هذا صار ماضي .. أو كنت أظنه كذلك ..
حاولت دفن كل شيء .. حتى أن أدفن قلبي .. دفنت نفسي في العمل .. والدراسة .. والرفاق .. لكي أنسى ..
لكن الألم كان كبيراً جدّاً ..
صعب أن تنسى .. كم كانت خيانتها صعبة .. وكيف كان ما اعتبرته صادقاً مقدساً .. طاهراً كالشمس ..
كيف كان مدنساً بكل القاذورات .. مدنساً بالغدر .. مدنساً بالكذب ..
أعذروني إن شطحت بتفكيري .. وشطحت فيّ ذكرياتي .. واستفاقت كل الجروح النائمة ..
سأعود لصباح اليوم ..
سمعتها في التاكسي .. تقول ببرنامجها .. بكل حب صباح الخير ..
كانت أول مرّة أسمع صوتها منذ شهرين أي من تموز الأسوددددددددددد .. من تموز خيانتها ..
قد حاربت الراديو من تاريخه .. حتى أغاني فيروز الصباحية .. كنت خائف أن أسمع صوتها .. وتنهار كل الحواجز الزجاجية التي كنت أبنيها يوماً بعد يوم ..
لكن بكلمة واحدة .. انهارت حواجزي ..
انهارت دفاعاتي ..
ذابت كل الأقنعة الشمعية .. وظهرت الحقيقة من جديد ..
ظهر ضعفي أمام حبها من جديد ..
بكل حب صباح الخير .. قالتها ..وسمعتها وحدي .. سمعها قلبي .. فرقص رقصته البدائية .. أغمضت عيني .. أغمضتها أو أن شيئاً ما حجب عني رؤية الماضي القريب .. حجب عني ألم ذكرياتي التي حفرتها خيانتها .. أوشاماً على جسدي .. على حياتي ..
لم أكن سعيداً كما كنت هذا الصباح .. كأن كل الحب في عبارتها كان لي وحدي ..
لازلت أحبها نعم .. ولم أعد أعرف إن كنت أذكر خيانتها .. وكرهي لها ..
أم أذكر حبنا لبعضنا .. وذكرياتنا الجميلة .. قبلاتنا .. عناقاتنا .. لمساتنا ..
عاصفة تساؤلات حملتني بعيداً بعيداً وأنا أسمع صوتها .. يأتي متقطعاً بين أغاني فيروز الصباحية ..
كزخات مطر تروي أرضاً ظمأى .. كينبوع ماء .. شربت من صوتها .. شربت شربت ولم أرتوي ..
ثم استفقت .. على سائق التاكسي وهو يقول لي .. يمين أو يسار أستاذ ..
وسؤاله في مكانه ..
يمين أو يسار ..
لا أعرف ..
صدقاً لم أعد أعرف ..
ولم أعد قادراً على الاختيار ..
حسام ..