فسيفساء
((((((( مقدمة ))))))))
ولد عام: 1928 - يونيو - 14
في: روزاريو , الأرجنتين
توفي عام: 1967 - أكتوبر - 9
في: لاهيجيرا , بوليفيا
من الصعب أن نجد جديداً نكشف عنه في حياه المناضل العالمي ( أرنستو غيفارا دي لاسيرنا ) المعروف بالـ(( تشي )) وتعني (( الرفيق )) ...
ذلك الثائر النادر الذي ولد في الأرجنتين ثم تحول ألى أيقونه كونيه وصارت صورته تنافس أشهر العلامات التجاريه التي ينفق الغرب الملايين من أجل تسويقها ..
المثير في قصه الصراع بين غيفارا والأستعمار الغربي أن امريكا حاولت أغتيال صورته وسيرته , فنشرت بعد فتره من وفاته صوره رديئه لجثمانه مطروحاً على الأرض بأعمال بعد أغتياله , وكانت أمريكا بهذه الخطوه تقصد تمرير رساله تحذيريه ةتهديديه لكل من يعارضها .
لكن تلك الرساله أخطأت طريقها وجائت بنتائج عكسيه حيث تحولت صور غيفارا ألى رمز عالمي للنضال تجاوز الأجيال وحدود البلدان .
ولد جيفارا في 14يونيو عامــــ1928ـــــ في حي ( روزاريو ) بالعاصمه الأرجنتينيه ( بوينس أيريس ) في عائله برجوازيه عريقه لأب مهندس معماري ثري ومتجول بين الدول اللاتينيه وأم مثقفه تدعي ( سليا دي لاسيرنا ) ساهمت كثيراً في تربيه أبنها على ملاحم كفاح الأبطال وسيره المحررين الأوائل , وكانت تقرأ له الشعر الأسباني وتفتح له أفاق واسعه لتعريفه على أداب العالم وخاصه الأدب الفرنسي .
(((المرض مبكرا))))
جيفارا في عمر الـ 13 عاماً على حصان الـ بوني
في سنوات الطفوله الأول أصيب جيفارا بمرض الربو الذي ظل يعاني منه طيله حياته , وكان هذا المرض عاملاً أساسياً في أنتقال أسرته ألى ضاحيه ( ألتا جارسيا ) التي تتمتع بمناخ جاف نسبياً , وفي تلك المدينه الفقيره تعاطفت أسرته مع لاجئي الحرب الأهليه الأسبانيه وتأثرت بالسلسله الطويله من الأزمات السياسيه الخانقه في الأرجنتين التي شهدت سلسله طويله من الأنقلابات انتهت بحكم ( بيرون ) في الأربعينات , لكن والد ووالده غيفارا كانا يظهران معارض كبيره لهذا النظام , في حيث لم يشارك هو في أي مظاهره طلابيه منذ ألتحاقه بالمدرسه الثانويه عامـــ1941ـــــ تولى الزعيم الشعبي الأشهر ( خوان دومينجو بيرون ) كما لم يظهر أهتماماً ملحوظاً بالسياسه في جامعه ( بيونس أيريس ) التي درس فيها الطب من عامـــ1947ــــ وحتى عامـــ1953ــــ وتخصص بـ علاج أمراض الحساسيه التي عانى منها طويلاً .
بدأ وعي جيفارا بأحوال القاره يتشكل منذ عامـــ1949ــــ بعدما قام بأولى رحلاته الطويله مستكشفاً شمالي الأرجنتين على متن دراجه بخاريه قبل أن يكمل الـ 21 من عمره وقبل أن تصاغ روحه الثوريه بكثير .
وذلك برفقه ( ألبيرتو جرانادو ) وهو أرجنتيني أخر عاش معه تجارب عديده طوال تسعه أشهر , وهي الرحله التي أخذت غيفارا ألى كلاً من ( تشيلي , البيرو , كولومبيا وفنزويلا ) , وتعرف من خلالها على الواقع الأجنماعي للقاره المسلوبه , فرأى حياه الهنود الصعبه .
وشعر هناك بـ نقص الغذاء وزياده القمع وتسلط المرض ومارس الطب مع عمال أحد المناجم وهو ماحذا بالبعض أن يصفه بأنه من ( الأطباء الحمر ) .
وهذه الرحله تبعتها رحله أخرى بصحبه صديقه ( كارلوس فيرير ) الذي أنطلق معه بين عاميــــ1953 , 1956ـــــ ليتعرف على تسع دول في جنوب أمريكا ووسطها وذلك الجزء من الكره الأرضيه الذي كان يروق له أن يطلق عليه أسم ( أمريكتنا الكبيره ) .
((((((الظلم والأستغلال)))))))
صورته على غلاف مجله الـ TIME الشهيره
عامـــ1960ـــ - أغسطس - 8
بعد أن عبر بوليفيا ألى أمريكا الوسطى ( بنما , كوستاريكا , نيكاراجوا , هندوراس , السلفادور , جواتيمالا ) بدأ يدرك الظلم والأستغلال الذي يعانيه الناس في هذه البلدان وبدأ يدرك أيضاً أن الرأسماليه التي تقودها الولايات المتحده هي السبب الرئسي وراء حرمان شعوب العالم الثالث من حياه كريمه , فأزدادت نقمته على كل ماله علاقه بـ أمريكا , وعاد الشاب المثقف ألى ( بيونس أيريس ) وهو مصمم على أن لاينتهي به الحال ألى موظف حكومي من الطبقه الوسطى يهتم بنفسه وينسى الأم الناس , وفي عامـــ1953ــــ حصل على بكالوريوس الطب وأتذ قراره بالأنراط في النضال الثوري بعد زيارته ألى جواتيمالا .
شهد جيفارا في جواتيمالا مقتل 9 ألاف شخص ضحايا الثوره الشعبيه التي خرجت تندد بتدخلات المخابرات الأمريكيه في مصير البلاد ضد الرئيس اليساري الشاب ( أربينز أثر ) الذي كان يؤيد غيفارا , ومن ذلك الحين تأكد غيفارا أن الشعوب المسلحه فقط هي القادره على صنع مقدراتها وصون حياتها .
(((((((معقل الثوار )))))))))))
جيفارا يساراً و( كاستيرو ) يميناً
في هذه الفتره كانت ( جواتيمالا ) معقلاً للثوار من كافه أنحاء القاره , ومن بين هؤلاء تعرف غيفارا على مناضله يساريه بيرونيه ( من دوله ( بيرو ) ) أسمها ( هيلدا جاديا ) , كانت تعيش منفيه في ( جواتيمالا ) فتزوجها وأنجب منها طفلته الأولى , والعجيب أن ( هيلدا ) هي التي جعلته يهتم للمره الأولى بأعاده قراءه بعض كلاسيكيات الفكر الماركسي ومؤلفات لينين وتروتسكي وماو .
سافر جيفارا ألى المكسيك حيث عين طبيباً في المستشفى العام بـ مدينه ( مكسيكو سيتي ) , وبعد شهور لحقت به ( هيلدا ) , وفي المكسيك تعرف المحامي الشاب ( فيديل كاسترو ) الذي كان هاررباً بعد فشله في الأطاحه بنظام حكم الديكتاتور ( باتيستا ) في ( كوبا ) .
وبعد مناقشات ثوريه كان كاسترو يحاول أقناعه فيها أن ينضم الى ( المحررين ) فيردد غيفارا مقولته التي ذاعت بعد ذلك : (( المحررون لاوجود لهم , فالشعوب وحدها هي التي تحرر نفسها )) -> ليتنا نعمل بهذه الجمله الشهير ..
لكن المناقشات أنتهت أخيراً على أن ينضم غيفارا ألى مقاتلي كاسترو في المزرعه التي كان الثوار الكوبيون يتلقون بها تدريباً عسكرياً صارماً في حرب العصابات تحت أشراف ( ألبيرتو بايو ) أحد قاده الجيش الجمهوري الأسباني .
رساله وداعيه
جيفارا في أحد خطبه العالميه
( أنني أتخلى عن مهماتي في أداره الحزب ووظيفتي كـ وزير ورتبتي كـ قائد وصفتي الوطنيه كـ كوبي . لقد حلت ساعه الفراق ويجب أن يعرف الجميع أني أقوم بهذا العمل بمزيج من الفرح والحزن والألم ..أنني أترك هنا أكثر أمالي البناءه وصفاء أعز مالدي بين أشخاص أقل مايقال أني أحبهم ..ولا أترك شيئاً لزوجتي وأولادي لكني غير نادم على ذلك , بل بالعكس يسعدني ) .
وأثبتت له الحرب الأمريكيه ضد ( فيتنام ) أن مهمته لم تنته بعد وأن الثوره يجب أن تستمر , وقبل أن يفكر في خطوته المقبله لتصدير الثوره ألى بقيه دول العالم وصلته رساله من ( الحزب الشيوعي البوليفي ) تطلب مساعدته , ووجد غيفارا فرصته ألى الدول المجاوره .
توجه جيفارا ألى ( بوليفيا ) بعد أستلام الرساله متخفياً بوثاق وهميه , وساعده على الدخول أن ( بوليفيا ) تشترك في حدودها مع خمس دول أخرى , وهذه ميزه عظيمه له كمناضل ثوري لأن هذا يمنحه فرصه تصدير الثوره من هناك ألى الدول المجاوره في حال نجاح الثوره البوليفيه .
نجح غيفارا ورفاقه بتوجيه ضربات موجعه لقوات الجيش البوليفي الموالي للنظام العسكري الحاكم المدعوم من ( أمريكا ) , وضاقت المخابرات المركزيه بتحركات غيفارا وكان لابد من قتله بأي ثمن , فبدأوا تضييق الخناق عليه فأنحسر الدعم المطلوب ولم يتمكن ( كاسترو ) من أرسال الأسلحه من ( كوبا ) ألى داخل ( بوليفيا ) وبذلك أنقطعت المعونات عن غيفارا .
وفقد الأتصال بـ ( هافانا ) وبدأ الحصار يضيق حوله في غابات بوليفيا حتى تم حصاره , ودارت معركه شرسه في يوم 8 أكتوبر عامـــ1967ــــ في أحد وديان ( بوليفيا ) الضيقه بين قوات الجيش البوليفي المكونه من 1500 رجل ومجموعه غيفارا المكونه من 16 رجل من الثوار المنهكين والمستنزفين .
وظل غيفارا ورفاقه يقاتلون 6 ساعات كامله وهو شئ نادر الحدوث في حرب العصابات في منطقه صخريه وعره تجعل حتى الأتصال بينهم شبه مستحيل . وأبيدت كتيبه غيفارا الصغيره لكنه بالرغم من ذلك أستمر بالقتال حتى بعد موت جميع أفراد المجموعه على الرغم من أصابته بجروح في ساقه ونفاذ الرصاص من بندقيته الـ ( M2 ) مايفسر وقوعه في الأسر حياً .
تم أعتقاله وأسره في قريه ( لاهيجيراس ) البوليفيه حيث بقى حياً لمده 24 ساعه ورفض أن يتبادل كلمه واحده مع من أسروه . وفي مخفر القريه كان الضابط الرئيسي ( ماريو تيران ) مكلفاً بتعليمات من الضابطين ( ميجيل أيوروا ) و ( أندريس سلينيش ) بأعدام غيفارا داخل سجنه .
دخل ( ماريو ) على غيفارا في سجنه وهو متردد فقال له غيفارا : ( أطلق النار , لاتخف , أنك ببساطه ستقتل رجلاً أعزل ..؟ ) .
شجاعه حتى الموت
ماريو ) المكلف بأعدام غيفارا يساراً
وغيفارا يميناً بعد أسره في ( بوليفيا )
تراجع ( ماريو ) بعد ذلك ألى الخلف فنهره الضابطان وكررا عليه الأوار , فبدأ يطلق الرصاص من أعلى ألى أسفل تحت الخصر حيث كانت الأوامر واضحه بعدم توجيه النيران ألى القلب أو الرأس حتى تطول فتره أحتضاره , هنا قال جيفارا جملته الشهيره : ( أذا أردت أن تقتل رجلاً صوب نحو هدفك مباشره .. ) .
وتقول بعض المصادر أن ( ماريو ) بعد أن سمع هذه الجمله أطلق الرصاصه الأخيره في مسدسه ووضعها في أعلى صدر جيفارا والتي وضعت حداً لحياته ..
فيما يقول مصدر أخر أن رقيباً في الجيش كان ثملاً هو الذي قام بوضع الرصاصه من مسدسه في الجانب الأيسر فأنهى حياته ..لكن الأمر سيان فالأسطوره قد أغتيلت لامحاله ..
رفضت السلطات البوليفيه تسليم جثه جيفارا لأخيه أو حتى تعريف أحد بمكان الجثه أو قبره كي لاتكون مزاراً للثوار من كل أنحاء العالم
From Hazem
ولد عام: 1928 - يونيو - 14
في: روزاريو , الأرجنتين
توفي عام: 1967 - أكتوبر - 9
في: لاهيجيرا , بوليفيا
من الصعب أن نجد جديداً نكشف عنه في حياه المناضل العالمي ( أرنستو غيفارا دي لاسيرنا ) المعروف بالـ(( تشي )) وتعني (( الرفيق )) ...
ذلك الثائر النادر الذي ولد في الأرجنتين ثم تحول ألى أيقونه كونيه وصارت صورته تنافس أشهر العلامات التجاريه التي ينفق الغرب الملايين من أجل تسويقها ..
المثير في قصه الصراع بين غيفارا والأستعمار الغربي أن امريكا حاولت أغتيال صورته وسيرته , فنشرت بعد فتره من وفاته صوره رديئه لجثمانه مطروحاً على الأرض بأعمال بعد أغتياله , وكانت أمريكا بهذه الخطوه تقصد تمرير رساله تحذيريه ةتهديديه لكل من يعارضها .
لكن تلك الرساله أخطأت طريقها وجائت بنتائج عكسيه حيث تحولت صور غيفارا ألى رمز عالمي للنضال تجاوز الأجيال وحدود البلدان .
ولد جيفارا في 14يونيو عامــــ1928ـــــ في حي ( روزاريو ) بالعاصمه الأرجنتينيه ( بوينس أيريس ) في عائله برجوازيه عريقه لأب مهندس معماري ثري ومتجول بين الدول اللاتينيه وأم مثقفه تدعي ( سليا دي لاسيرنا ) ساهمت كثيراً في تربيه أبنها على ملاحم كفاح الأبطال وسيره المحررين الأوائل , وكانت تقرأ له الشعر الأسباني وتفتح له أفاق واسعه لتعريفه على أداب العالم وخاصه الأدب الفرنسي .
(((المرض مبكرا))))
جيفارا في عمر الـ 13 عاماً على حصان الـ بوني
في سنوات الطفوله الأول أصيب جيفارا بمرض الربو الذي ظل يعاني منه طيله حياته , وكان هذا المرض عاملاً أساسياً في أنتقال أسرته ألى ضاحيه ( ألتا جارسيا ) التي تتمتع بمناخ جاف نسبياً , وفي تلك المدينه الفقيره تعاطفت أسرته مع لاجئي الحرب الأهليه الأسبانيه وتأثرت بالسلسله الطويله من الأزمات السياسيه الخانقه في الأرجنتين التي شهدت سلسله طويله من الأنقلابات انتهت بحكم ( بيرون ) في الأربعينات , لكن والد ووالده غيفارا كانا يظهران معارض كبيره لهذا النظام , في حيث لم يشارك هو في أي مظاهره طلابيه منذ ألتحاقه بالمدرسه الثانويه عامـــ1941ـــــ تولى الزعيم الشعبي الأشهر ( خوان دومينجو بيرون ) كما لم يظهر أهتماماً ملحوظاً بالسياسه في جامعه ( بيونس أيريس ) التي درس فيها الطب من عامـــ1947ــــ وحتى عامـــ1953ــــ وتخصص بـ علاج أمراض الحساسيه التي عانى منها طويلاً .
بدأ وعي جيفارا بأحوال القاره يتشكل منذ عامـــ1949ــــ بعدما قام بأولى رحلاته الطويله مستكشفاً شمالي الأرجنتين على متن دراجه بخاريه قبل أن يكمل الـ 21 من عمره وقبل أن تصاغ روحه الثوريه بكثير .
وذلك برفقه ( ألبيرتو جرانادو ) وهو أرجنتيني أخر عاش معه تجارب عديده طوال تسعه أشهر , وهي الرحله التي أخذت غيفارا ألى كلاً من ( تشيلي , البيرو , كولومبيا وفنزويلا ) , وتعرف من خلالها على الواقع الأجنماعي للقاره المسلوبه , فرأى حياه الهنود الصعبه .
وشعر هناك بـ نقص الغذاء وزياده القمع وتسلط المرض ومارس الطب مع عمال أحد المناجم وهو ماحذا بالبعض أن يصفه بأنه من ( الأطباء الحمر ) .
وهذه الرحله تبعتها رحله أخرى بصحبه صديقه ( كارلوس فيرير ) الذي أنطلق معه بين عاميــــ1953 , 1956ـــــ ليتعرف على تسع دول في جنوب أمريكا ووسطها وذلك الجزء من الكره الأرضيه الذي كان يروق له أن يطلق عليه أسم ( أمريكتنا الكبيره ) .
((((((الظلم والأستغلال)))))))
صورته على غلاف مجله الـ TIME الشهيره
عامـــ1960ـــ - أغسطس - 8
بعد أن عبر بوليفيا ألى أمريكا الوسطى ( بنما , كوستاريكا , نيكاراجوا , هندوراس , السلفادور , جواتيمالا ) بدأ يدرك الظلم والأستغلال الذي يعانيه الناس في هذه البلدان وبدأ يدرك أيضاً أن الرأسماليه التي تقودها الولايات المتحده هي السبب الرئسي وراء حرمان شعوب العالم الثالث من حياه كريمه , فأزدادت نقمته على كل ماله علاقه بـ أمريكا , وعاد الشاب المثقف ألى ( بيونس أيريس ) وهو مصمم على أن لاينتهي به الحال ألى موظف حكومي من الطبقه الوسطى يهتم بنفسه وينسى الأم الناس , وفي عامـــ1953ــــ حصل على بكالوريوس الطب وأتذ قراره بالأنراط في النضال الثوري بعد زيارته ألى جواتيمالا .
شهد جيفارا في جواتيمالا مقتل 9 ألاف شخص ضحايا الثوره الشعبيه التي خرجت تندد بتدخلات المخابرات الأمريكيه في مصير البلاد ضد الرئيس اليساري الشاب ( أربينز أثر ) الذي كان يؤيد غيفارا , ومن ذلك الحين تأكد غيفارا أن الشعوب المسلحه فقط هي القادره على صنع مقدراتها وصون حياتها .
(((((((معقل الثوار )))))))))))
جيفارا يساراً و( كاستيرو ) يميناً
في هذه الفتره كانت ( جواتيمالا ) معقلاً للثوار من كافه أنحاء القاره , ومن بين هؤلاء تعرف غيفارا على مناضله يساريه بيرونيه ( من دوله ( بيرو ) ) أسمها ( هيلدا جاديا ) , كانت تعيش منفيه في ( جواتيمالا ) فتزوجها وأنجب منها طفلته الأولى , والعجيب أن ( هيلدا ) هي التي جعلته يهتم للمره الأولى بأعاده قراءه بعض كلاسيكيات الفكر الماركسي ومؤلفات لينين وتروتسكي وماو .
سافر جيفارا ألى المكسيك حيث عين طبيباً في المستشفى العام بـ مدينه ( مكسيكو سيتي ) , وبعد شهور لحقت به ( هيلدا ) , وفي المكسيك تعرف المحامي الشاب ( فيديل كاسترو ) الذي كان هاررباً بعد فشله في الأطاحه بنظام حكم الديكتاتور ( باتيستا ) في ( كوبا ) .
وبعد مناقشات ثوريه كان كاسترو يحاول أقناعه فيها أن ينضم الى ( المحررين ) فيردد غيفارا مقولته التي ذاعت بعد ذلك : (( المحررون لاوجود لهم , فالشعوب وحدها هي التي تحرر نفسها )) -> ليتنا نعمل بهذه الجمله الشهير ..
لكن المناقشات أنتهت أخيراً على أن ينضم غيفارا ألى مقاتلي كاسترو في المزرعه التي كان الثوار الكوبيون يتلقون بها تدريباً عسكرياً صارماً في حرب العصابات تحت أشراف ( ألبيرتو بايو ) أحد قاده الجيش الجمهوري الأسباني .
رساله وداعيه
جيفارا في أحد خطبه العالميه
( أنني أتخلى عن مهماتي في أداره الحزب ووظيفتي كـ وزير ورتبتي كـ قائد وصفتي الوطنيه كـ كوبي . لقد حلت ساعه الفراق ويجب أن يعرف الجميع أني أقوم بهذا العمل بمزيج من الفرح والحزن والألم ..أنني أترك هنا أكثر أمالي البناءه وصفاء أعز مالدي بين أشخاص أقل مايقال أني أحبهم ..ولا أترك شيئاً لزوجتي وأولادي لكني غير نادم على ذلك , بل بالعكس يسعدني ) .
وأثبتت له الحرب الأمريكيه ضد ( فيتنام ) أن مهمته لم تنته بعد وأن الثوره يجب أن تستمر , وقبل أن يفكر في خطوته المقبله لتصدير الثوره ألى بقيه دول العالم وصلته رساله من ( الحزب الشيوعي البوليفي ) تطلب مساعدته , ووجد غيفارا فرصته ألى الدول المجاوره .
توجه جيفارا ألى ( بوليفيا ) بعد أستلام الرساله متخفياً بوثاق وهميه , وساعده على الدخول أن ( بوليفيا ) تشترك في حدودها مع خمس دول أخرى , وهذه ميزه عظيمه له كمناضل ثوري لأن هذا يمنحه فرصه تصدير الثوره من هناك ألى الدول المجاوره في حال نجاح الثوره البوليفيه .
نجح غيفارا ورفاقه بتوجيه ضربات موجعه لقوات الجيش البوليفي الموالي للنظام العسكري الحاكم المدعوم من ( أمريكا ) , وضاقت المخابرات المركزيه بتحركات غيفارا وكان لابد من قتله بأي ثمن , فبدأوا تضييق الخناق عليه فأنحسر الدعم المطلوب ولم يتمكن ( كاسترو ) من أرسال الأسلحه من ( كوبا ) ألى داخل ( بوليفيا ) وبذلك أنقطعت المعونات عن غيفارا .
وفقد الأتصال بـ ( هافانا ) وبدأ الحصار يضيق حوله في غابات بوليفيا حتى تم حصاره , ودارت معركه شرسه في يوم 8 أكتوبر عامـــ1967ــــ في أحد وديان ( بوليفيا ) الضيقه بين قوات الجيش البوليفي المكونه من 1500 رجل ومجموعه غيفارا المكونه من 16 رجل من الثوار المنهكين والمستنزفين .
وظل غيفارا ورفاقه يقاتلون 6 ساعات كامله وهو شئ نادر الحدوث في حرب العصابات في منطقه صخريه وعره تجعل حتى الأتصال بينهم شبه مستحيل . وأبيدت كتيبه غيفارا الصغيره لكنه بالرغم من ذلك أستمر بالقتال حتى بعد موت جميع أفراد المجموعه على الرغم من أصابته بجروح في ساقه ونفاذ الرصاص من بندقيته الـ ( M2 ) مايفسر وقوعه في الأسر حياً .
تم أعتقاله وأسره في قريه ( لاهيجيراس ) البوليفيه حيث بقى حياً لمده 24 ساعه ورفض أن يتبادل كلمه واحده مع من أسروه . وفي مخفر القريه كان الضابط الرئيسي ( ماريو تيران ) مكلفاً بتعليمات من الضابطين ( ميجيل أيوروا ) و ( أندريس سلينيش ) بأعدام غيفارا داخل سجنه .
دخل ( ماريو ) على غيفارا في سجنه وهو متردد فقال له غيفارا : ( أطلق النار , لاتخف , أنك ببساطه ستقتل رجلاً أعزل ..؟ ) .
شجاعه حتى الموت
ماريو ) المكلف بأعدام غيفارا يساراً
وغيفارا يميناً بعد أسره في ( بوليفيا )
تراجع ( ماريو ) بعد ذلك ألى الخلف فنهره الضابطان وكررا عليه الأوار , فبدأ يطلق الرصاص من أعلى ألى أسفل تحت الخصر حيث كانت الأوامر واضحه بعدم توجيه النيران ألى القلب أو الرأس حتى تطول فتره أحتضاره , هنا قال جيفارا جملته الشهيره : ( أذا أردت أن تقتل رجلاً صوب نحو هدفك مباشره .. ) .
وتقول بعض المصادر أن ( ماريو ) بعد أن سمع هذه الجمله أطلق الرصاصه الأخيره في مسدسه ووضعها في أعلى صدر جيفارا والتي وضعت حداً لحياته ..
فيما يقول مصدر أخر أن رقيباً في الجيش كان ثملاً هو الذي قام بوضع الرصاصه من مسدسه في الجانب الأيسر فأنهى حياته ..لكن الأمر سيان فالأسطوره قد أغتيلت لامحاله ..
رفضت السلطات البوليفيه تسليم جثه جيفارا لأخيه أو حتى تعريف أحد بمكان الجثه أو قبره كي لاتكون مزاراً للثوار من كل أنحاء العالم
From Hazem
