هل الانسان مخير أو مسير

ليسَ التسيير و التخيير من قدرة البشر و لا هو من ضمن قدرةِ الله التِى يضعها على البشر -و ليس عندهم- .. فـ القول أن الإنسان مسيّر يفرضُ أن تكون نهايته الموت و الوقوف لهذا الحدّ .. إذْ لا ذنبَ لطفلٍ صغيرٍ بكسرِ كأسٍ زجاجىّ ما دامتْ هناكَ قوة خارجية -و لنفترض أنها يد أبيه مثلاً- تتحكمُ فيه
الشيء الآخر هو الشيء الذي لا يتحكم فيه الإنسان و يعتبره لبعض تسييراً .. مثلاً أن كلّ واحدٍ منّا لم يختَر عائلته و أمه و أبيه .. و لم يختر إسمه و لم يختر عمره و .. و ... و ........ الخ
هذه لنقطة الأولى ..

النقطة الثانية و هي الأهم هيَ القضاء و القدر .. إذا آمنّا بهما بالشكلِ الصحيح فإننا لا نجدُ بدّا من أن يكون الإنسانُ مخيّراً .. و إلا بطلَت هذه النقطة ..

البعض لا يستطيع الايمان بالقضاء و القدَر لأنه يعتبره أمراً مفوّضاً لله و طالما أنه موجودٌ في لوحٍ محفوظ فإنه يعنِى نفىْ التخيير .. إلا أننّا نقول أن الله ما خلقَ شيئاً إلا و هوَ أدرَى به .. فـ نقسّم المسألة بعدها إلى قسمين ..
القسم لأول هو الأمر المُفترض و نحدده بالقدر .. و أما القضاء هو الأمر المقضيّ الحاصلْ و هو إظهارٌ للقدرِ و نحصره في القضاء
و للتوضيح .. لمّا يكونُ أحدنا مدرسَ فصلٍ معيّن .. فإنه يعلم خلاال شهرٍ واحد عن مستوياتْ الطلبة الذين عندها .. فلّما يجيء لرصد الدرجات قد يخمّن أن هذا لطالب يحصل على واحد من عشرة و الثانى عشرة من عشرة .. و تتفاوت لنسبْ بين طلاّبه .. إلا أنه لو رصد النتائج من دونِ امتحانْ فـ إن الحجة ستكون عليه لا عليهم .. و لذلك كان لا بد لكلّ معلمس أن يعطِى طلاّبه أوراق امتحانٍ يحجّهم بها بعد أن يرَى النتائج
و بما أننا نتحدث عن مخلوقين .. و نقول أنه من الممكن التخمين و الصواب و الخطأ فيه .. فإننا إذا تحدّثنا عن ربّ العالمين لا نفترض في معرفته لخلقه من خطأ و إنما معرفته تامّة ..

بقيَتْ مسألة واحدة و هىَ خلق القابلية داخل المخلوقين .. فإننا مثلاً نقول لماذا ما كان هذا لشخص هو النبيّ و لماذا لم أكن أنا تلك المرأة المؤمنة في ذلك العصر .. و هذا يعود إلى قابلية النفس المخلوقة في كلّ واحدٍ منّا ..
ما أستطيع قوله أن بنيان غرفة يحتاج إلى كسر كذا طابوقة مثلاً لإتمام البناء .. فكيفَ ببناءٍ عالمٍ كاملْ .. إنمّا هو وجوب وجود لشيء مما لا يُدخله في مفوّضية الإلزام و الجبرْ ..




أمممممممممممممم ..
أ. بشير حيدرْ / الموضوع شائكٌ جداً و يتفرع لأكثر من سؤال
هذا فقط ما استطعت الآن الإلمام به حتى لا أطيل ..







سلمَ هذا لفكرْ

[/right]