من طرف برهان سيفو الثلاثاء ديسمبر 30, 2008 4:38 pm
عذرا منكم جميعا فأنا لا أستطيع أن أعبر عن مشاعري حول ما يجري الآن في غزة،فلو قد فعلت اليوم و تنازقت كما ثوار الكلمات و لعنت الصهاينة بشتى اللغات،ما الذي سيحصل لي ؟ و ما النصر الذي أحمله للفلسطينيين و للعرب أجمعين.
أنها "قصة الثيران الثلاثة" ،و الوحش الكاسر يلتهم الآن أحدهم و يتفرج الباقون بأسف شديد،و هل هو قليل الأسف الشديد ؟ ولم الاستهانة بالأسف الشديد يا ترى؟.
المشكلة الكبرى تكمن في هذا الأسف الشديد، لأنه لا يجدر به أن يكون شديدا على قولة المثل "كل شيء يزيد عن حده ينقلب ضده"،لهذا فأنا اقل أسفا من الآخرين و أسفي متوسط الشدة ،أقلها حتى لا أزاود على أصحاب القضية أنفسهم .
آمل أن نستمر أن تأت المعجزة ،أن تجلبها لنا أدعية التقاة فينا"نحن العربان" - اللهم زدهم عددا – يحملها على عجل، جناح جبريل،ملاك الرب الرحيم،عله ينقذ الثور الأغبر من براثن الوحش الأكبر .
ماذا لو لم يأت جبريل و معه المعجزة؟ هل لنا أن نتصور حال أطفال غزة، أطفال العرب، أطفال العالم ،لقد أضحت المعجزة الإلهية ملاذنا الوحيد في زمن العجز و الذل العربي المتفاقم بدءا بفلسطين التي شقها الإسلام و الخلاف على "الحجاب و البيرة" نصفين،و حتى مقديشو مرورا ببغداد "أم المعارك"و ذات الصواري.
لا لا لا .... يكفينا أننا لازلنا باقين نتنفس،فكل البلاد الشرق أوسطية قد أضحت غزة القرن الحادي و العشرين محاصرة بخيول الليل التي تحصي على النيام أحلامهم،رب فيها ما ينكد الحال، على حكومات لم تفتا ساهرة في سبيل راحة البال، على أنغام الطبول و رنة الخلخال .
يكفينا أن نحزن على أنفسنا،ليس لدينا من قدرة على الحزن لأجل الآخرين،فالله جل في علاه بيده الأعمار، و لن يذهب أحد ما لم يكن أجله قد حان،أفلا تؤمنون بالله يا سادتي، أم تحتاجون من يفتي لكم بهذا أيضا؟سيفعلون و ستأتيكم الفتاوى لتحرركم حتى من الإيمان بالله جل في علاه،و من العرب و العروبة أيضا، فانتظروا و تذرعوا بالصبر الذي هو مفتاح فرجكم بعون الله تعالى !!.
سلام لكل حر أبي "حينما" يوجد مثل هذا الحر و الأبي في شخص واحد غير منفصم، على عرف قد ألفناه نحن في هذا الشرق الذي ينتج الفصام أكثر مما ينتج نفطا و ودائعا تغذي سلاح "المقاتلين في غزة" ضد الغزاويين و بلا هوادة حتى دحر آخر غزاوي يقاوم، و قتل آخر أمل في أمة أبت إلاّ أن تموت عزيزة النفس بسلاح المحتلين و عتاد هي من اشترته لهم بمالها، لا جبنا ولا تخاذلا، بل حماسا و اندفاعا للموت، في سبيل جنات عدن التي تجري من تحتها الأنهار، في الليل كما في النهار،بينما في هذه "الدنيا الهامشية الزائلة" يتناول أطفالهم أعشاب الأرض يقتاتون بها تقشفا و زهدا...!، ادعوك اللهم أن زدنا "تقاة، على تقاة، على تقاة،و احرسنا من شر العلمانيين و الملاحدة الغزاة" علنا نفلح في دخول الدار الآخرة أبكر من الزمن المقدر لنا دخولا إليها بإذنك اللهم و رضاك...،تلك الدار التي هي خير و ابقى من هذه الدار الأولى الفانية التي لا يتشبث فيها سوى ملحد ملعون أو علماني و تنويري مجنون، فلتسمع دعائنا يا رب العالمين، و تيسر لنا موتنا على يد الطغاة الظالمين اللهم آآآآآآميييييييين؟؟.
برهان سيفو.