.........

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    قصة الانطلاق إلى الأمل والحياة مع روزا

    شادي
    شادي
    مشرف عام


    ذكر عدد الرسائل : 684
    العمر : 41
    مكان الإقامة : سلمية
    تاريخ التسجيل : 17/02/2008

    قصة الانطلاق إلى الأمل والحياة مع روزا Empty قصة الانطلاق إلى الأمل والحياة مع روزا

    مُساهمة من طرف شادي الخميس أكتوبر 09, 2008 10:32 pm

    روزا اليازجي فتاة تبلغ من العمر إثنان وعشرون سنة ، ترتيبها الثالث بين إخوتها ، ولدت وتعاني من مشاكل صحية كثيرة منها اضطراب النطق وصعوبات التعلم في البداية لم يلاحظ الأهل ذلك ولكن عندما بلغت السادسة من عمرها لاحظ الأهل تأخرها في النطق والتعلم وفقدان التوازن أحياناً أثناء المسير .

    حاول والديها تسجيلها في التعليم الرسمي ولكن دون جدوى ، لم تستطع أن تواكب زملائها في قاعة الصف مما اضطرت إلى الالتزام بالمنزل والاعتماد على ذويها في التعلم.

    توفي والدها وهي في عمر الثانية عشر ، فأخذت والدتها على عاتقها تدريبها ومحاولة تعليمها وفي بعض الأحيان تساعدها أختها الصغرى.

    ( كانت العزلة والوحدة تسكن حياتي وقلبي لم أعرف كيف أقضي أيامي الطويلة ) هذا ما عبرت عنه أثناء اللقاء . وبدأت الأيام تسير والزمن يدور وهي على نفس الرتابة والعزلة ، وعندما بلغت سن الحادية والعشرين فارقت والدتها الحياة .

    - ( كانت أمي تحبني كثيراً ، لم أشعر أني معوقة ، لقد عوضتني الكثير ولكن بعد ذلك ماذا أفعل ؟.)

    - ( لقد أصبحت بلا أب وبلا أم ، أدركت أن حياتي قد انتهت).

    تحول اهتمام أختها الصغرى إلى مساعدتها وبدأت بالبحث عن مخرج لعزلتها ودمجها في المجتمع مع الناس والأصدقاء.

    - روزا: مارأيك أن تتعلمي الكمبيوتر؟

    ضحكت روزا ببراءة الأطفال وأجابت :

    - أنا هل يمكنني أن أتعلم الكمبيوتر؟

    - دعينا نقوم بهذه المحاولة.

    بتاريخ 15-8-2006 صباحاً قدمت روزا إلى مركزنا لأول مرة بصحبة أختها ، وكنت باستقبالها ، شرحت لي أختها ظروف وملخص حياة روزا وطلبت مساعدتي في إيجاد حل لها وهل يمكن لمركز سلمية أن يساعدها في ذلك؟

    - هل تستطيع أن تتعلم ، أن تقضي على عزلتها ، أن تتواصل مع الناس ، مع الحياة ....

    - نعم يمكننا ذلك ولكن على روزا أن تهتم بالمنهج وتلتزم بأوقات التدريب وأنا واثق أنها ستفعل الكثير الكثير" .

    - في بداية الأمر استغربت روزا الأمر ولكن في قرارة نفسها شعرت بغبطة وسرور لا يوصف لقد رأيت ذلك في بريق عينيها.

    " لقد ودعت جدراني الأربعة " سوف أتعلم الكمبيوتر ، وبدأ حماسها يزداد وتتساءل دائماً هل يمكنني أن أصبح مثل فراس ، أو مريم ، هل يمكنني أن أصمم البروشور والعروض التقديمية واستعرض الانترنت وأبحث عن أصدقاء لي في العالم أتواصل معهم أراسلهم على كل هذه الأسئلة كان الجواب "نعم تستطيعين فعل ذلك".

    وبدأت روزا تخط أولى مراحل تجربتها ، تقيدها بمواعيد الزيارة دقيق جداً ، التزامها بالتدريب خطوة خطوة بدأت تسطر تاريخها الخاص بها.

    أثناء متابعتي لها كانت تمطرني بوابل من الأسئلة ، كيف أصمم ، كيف أطبع ، انظر إلى هذا العرض التقديمي ، ودائماً أزودها بكثير من الأمثلة التدريبية .

    "لم أشعر بالوقت ، كم الساعة الآن؟

    - الثانية عشر ، لقد قضيت أربع ساعات ، لم أشعر بها قط

    - لم تعد روزا مهمشة ، دائماً مبتسمة ، تسابق ظلها للوصول إلى المركز يومياً ، أدركت أن ما تعرفه يمكن لكثير من الناس أن لا يدركوه فقد أعطاها هذا الإحساس الثقة بالنفس .

    بعض المدربين وزوار المركز تعاونوا على مساعدتها ، يتبادلون معها أطراف الحديث ، تقص عليهم تجربتها ، ويشاركونها في التعلم والمساعدة وتبادل الحديث.

    كنت دائماً أضعها ضمن سلة الاختبارات لتشعر بالثقة أولاً والتحدي ثانياً وحقيقةً كانت مثابرة جداً تجيب على كافة أسئلتي ، أدركت أنها تغيرت في طريقة حديثها ، تعاملها مع الكمبيوتر والبرنامج ، بدأت آفاقها وتطلعاتها تتجاوز جدران العزلة الأربعة التي أسرت نفسها فيها.


    المصدر:http://www.caihand.com/successar.htm#story11

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 7:22 pm