سبق لنا نحن العرب أن
خونا " توفيق الحكيم " المسرحي المصري العظيم ،فقط لأنه قال عبارته
المشهورة في كتابه (عودة الحياة) : " إن الديمقراطية في عهد السادات كما في
عهد عبد الناصر ،لم تزل بحاجة إلى حلول أكثر جذرية ".
كما أنه انتقد الهزيمة
النكراء في الخامس من حزيران لعام 1967م. و طلب تحميل المسؤولية عن الهزيمة لمن قد
أسهموا في خداع الشعب من القادة الكبار الابطال؟!!!.
لعناه ... نعم لعناه
... حتى أن هيكل المراوغ الكبير لم يتوانى عن نعته "انه كما الصراصير يغني في
الظلام" ، و ثبت أن الحكيم كان محقاً في كل ما قد قاله و كل ما قد كتبه.
و الآن نلعن
"إمام الفن الكوميدي العربي "لصالح المتزلفين من الفنانين الواضح تزلفهم
و لا نجرؤ على قول حقيقتهم ،من السهل طبعاً على أي كان فعل ذلك ،لكن من الصعب أن
تقدم للناس ما قد قدمه توفيق الحكيم ،و عادل إمام .
غزة أضحت تجارة رابحة
للأقلام ،شاهدت و قرأت ما بث و ما نشر لأناس لا يجيدون حتى لغتهم مع ذلك كان عنوان
"غزة ... الشموخ ... أو سوى ذلك" سبيلاً سهلاً لنشر كتاباتهم دون عناء و
كفى المؤمنين شر القتال.
انتصار ؟؟؟!!!غزة لم
يكن سببه عادل أمام ،كما أن ضياع الديمقراطية في عهد ناصر و السادات لم يكن سببهما
توفيق الحكيم ،لكنها الأقلام المتزلفة لكل ذي باع و ذراع في مراكز القوة و السلطة،
ترى أنهم ذلك فهو أمر أهون عليهم من تحملهم مسئولية الضياع العربي شبه الكامل ،و
قد سهل عليهم مهمتهم أنهم بالصدفة وجدوا شماعة يعلقون عليها أخطائهم .
أيها السادة : حملوا
القوى التي أوصلت الساحة الفلسطينية إلى ما هي عليه من ضياع و انحسار كامل ،قبل أن
تلتفتوا لفنان كوميدي ناجح ،أو لمسرحي عربي هو عميد المسرح العربي بالاتهام .
يبدو أن إطلاق النار
من العصي لا يزال مهمة كثيرين من كتابنا الذين لا نحب أن نجدهم في هكذا مواقع متزلفة
لصالح محترفي تزلف الفن لدينا .
مع تحياتي لكم جميعاً
.
برهان محمَّد سيفو.