شبـابلك
ربما تحولت الجامعات اليوم من مكان للعلم والدراسة إلى ملتقى للعشاق، فحدائق الجامعة وأروقتها مكان مثالي لولادة العلاقات الغرامية بين الشبان والفتيات الذين يجدون أنفسهم في عالم منفتح لا يشبه المجتمع التقليدي الذي أتوا منه،
فعندما يدخل الشباب إلى الجامعة ويجدون أعداداً كبيرة من البنات أمامهم والعكس صحيح تماما أول ما يفعلونه وقبل الدراسة هو محاولة تفريغ هذا الكبت, و"تطبيق" أكبر عدد ممكن من أفراد الجنس الأخر كما هو دارج في المصطلحات الشبابية اليوم والتباهي بهذا الأمر أمام بقية أقرانهم.
ففي الجامعة هناك مساحة واسعة من الحرية حيث تتلاشى فيها كل القيود والضوابط الاجتماعية وهذا بدوره يجعل الطلاب يتفاعلون أكثر بالعلاقات التي من الممكن أن تتطور إلى حب ولكن بمصير مجهول, فالبعض يرى أنها تنتهي بالزواج وآخرين يرون أنها علاقات عابرة مصيرها النسيان.
الحب بالنسبة لأهلي طيش شباب
رغدة طالبة أدب انكليزي سنة رابعة تحدثت لسيريانيوز عن رأيها بعلاقات الحب في الجامعة: أهم ما في العلاقات في أي زمان ومكان الصدق والصراحة بين الطرفين منذ البداية, وأنا الآن مرتبطة بشكل رسمي (خطبة) مع الشاب الذي أحببته في الجامعة رغم معارضة أهلي في البداية, لأنه للأسف مجرد أن تفصح الفتاة لأهلها عن رغبتها في الارتباط بالشخص الذي تحب يبدؤون بشن حرب عليها متذرعين بالمراهقة وطيش الشباب.
ليست رغدة وحدها من عانت من رفض الأهل لعلاقات الحب حيث قالت زميلتها فاتن من الصعب جدا إقناع الأهل بأي علاقة من أي نوع مهما كانت مصداقية الطرفين, فبرأيهم اختياراتنا دائما تكون على أساس عاطفي ولا مكان للمنطق والعقل فيها.
و"نفس الحرب التي شنت على رغدة شنت علي عندما أردت الارتباط بالشاب الذي أحببته واخترته شريكا لحياتي".
"تنتهي بالفشل"
بالنسبة لسامر/قسم آثار العلاقات الجامعية تنتهي على الأغلب بنهاية "فاشلة وقاسية ليس بسبب عدم نية الطرفين أو أخذ القصة على سبيل التسلية, وإنما بسبب الأحوال المادية التعيسة فشباب الجامعات يكونون في بداية مشوارهم ولا يستطيعون تحمل مسؤولية الارتباط بكاملها إلا بمساعدة الأهل الذين قد يرفضوا مثل هذا الارتباط لأنهم يفضلون دائماً زواج الأقارب أو بسبب عدم قدرتهم المادية وعدم اقتناعهم على الغالب بمثل تلك العلاقات".
يتحججون بالكتب والمحاضرات
غالية (هندسة سنة ثالثة): هناك مسألة نحن نعاني منها في الجامعة في علاقاتنا مع الشباب: نأخذ نحن العلاقة معهم من باب الصداقة والتعاون العلمي, وهم يحاولون تطويرها إلى علاقة عاطفية, وتتكرر هذه المسألة فيحدث خلاف, ومعظم الشباب لا يريد علاقة زمالة قائمة على الاحترام, فهو يأتي ويتعرف ثم يتقرب ويطلب المحاضرات أو النوط والكتب وإذا لم تعطه الفتاة "ريق حلو" ينهي الأمر فوراً.
لذلك لا اعتقد أبداً بوجود علاقات حب صادقة وخصوصاً في الجامعة وإن وجدت فهي نادرة جداً.
أما صديقتها مجدولين فترى أن الحب نوعان إما من "أجل التسلية وملء الفراغ العاطفي خلال السنين الدراسية، ثم تنتهي صلاحية الفتاة/الشاب، ويملّ كل واحد من الآخر! فيبحث كل واحد منهما من جديد!.."
أو تكون فعلا "علاقات جدية يحب الشاب بكل عواطفه وكذلك الفتاة ليتفاجأ كل منهما، وبالأخص الشاب، أنه أمام كم هائل من المسؤوليات فلديه الجيش وتأمين البيت والعمل والمستقبل ولا يستطيع التقدم لهذه الفتاة!"
مثلما حكت معي ستحكي مع غيري
أما رامي يختلف بالرأي عن زميله سامر حيث يرفض أن يتزوج من فتاة تعرَف عليها في الجامعة ليس لضيق الأحوال المادية أو معارضة الأهل وإنما بسبب عدم الثقة حيث قال: "أنا كشاب شرقي لا أقبل الزواج من فتاة أقمت معها علاقة لأنها مثلما حكت معي ستحكي مع غيري, وأنا أفضل الزواج التقليدي على الزواج الذي يأتي نتيجة الحب, لأنني وقبل كل شيء أريد أماً صالحة لأولادي تحسن تربيتهم وفق تقاليد مجتمعنا".
أؤمن بالصداقة أكثر من الحب
يرى أحمد (خرًيج حقوق): أن الصداقة تستمر بعد التخرج من الجامعة, أما علاقة الحب وحسب تجاربي فلا تستمر والسبب هو الفتاة وليس كما هو شائع بأن الشاب يحب على سبيل التسلية وإرضاء الغرور وعندما يمل يتخلى عن الفتاة ويجد واحدة أخرى ليتلاعب بمشاعرها وهكذا..
يتابع "العكس هو الصحيح لأنَ الفتاة لا تتردد في التخلي عن حبيبها والزواج من أول عريس غني (بيت - سيارة - ...الخ) يطرق بابها".
ويضيف "أنا لا أقول هذا الكلام عبثا وإنما استنتجته من تجارب الكثيرين من أصدقائي الذين مروا بتجارب حب فاشلة أنهتها أنانية وطمع الفتيات".
الحب في الجامعة مجرد تفريغ كبت
يقول علاء رستم/قسم تربية: أصبحت خبيرا في أمور العشق والغرام لكثرة ما عشته من علاقات أنا وغيري من الشبان وخاصة في السنة الأولى فبصراحة ما إن كنت ألتقي بفتاة وأتحدث معها قليلا عن المقررات والدوام كنت أظن على الفور أني أحببتها وسأعيش معها أجمل قصة حب ولكن اكتشفت في النهاية أن لا وجود لشيء اسمه حب في الجامعة.
يضيف زميله رشيد: لا أعتقد بوجود علاقات حب خالصة في الجامعة وكل ما هو موجود من علاقات عبارة عن مصالح مؤقتة وملء فراغ.
اليوم لم تعد العلاقات تأخذ على محمل الجد
د.منال الشيخ/خبيرة في علم النفس وضحت الأسباب النفسية التي تدفع الشبان إلى هذه العلاقات فقالت: "قد يكون السبب يتعلق بالبيئة الاجتماعية التي أتى منها هذا الشاب أو الكبت الذي عاناه خلال فترة المراهقة وعدم وجود علاقات مع الجنس الآخر وبالتالي تكون الجامعة هنا المتنفس الوحيد لهؤلاء الشباب المكبوتين عاطفيا أو حتى جنسيا.
وهذا كله يعود لأساليب التربية الخاطئة في مجتمعنا وقلة الثقافة الجنسية
وهناك حالة أخرى لهذه العلاقات وهي الحب الصادق النابع من نضج ووعي ولكن هذه الحالة نادرة وقلما يكتب لها الاستمرار بسبب الظروف المادية التعيسة لأغلب شباب الجامعات فضلا عن الخدمة العسكرية ومعارضة الأهل بحكم العادات والتقاليد.
وتتابع: نتيجة العولمة والانفتاح الثقافي اللامحدود الذي نشهده الآن أصبحنا نلمس تغييرا واضحا في نوعية تلك العلاقات, فاليوم لم يعد للفتاة أي خصوصية كما في السابق ولم تعد العلاقات بمجملها تأخذ على محمل الجد فأصبح من المألوف أن نرى الشاب يضرب الفتاة على كتفها وتبادله بدورها ربما صفعة على وجهه كنوع من المزاح المتبادل بينهما دون أي مراعاة لحدود الأدب والحشمة والخصوصية
أروى الباشا . سيريانيوز
فعندما يدخل الشباب إلى الجامعة ويجدون أعداداً كبيرة من البنات أمامهم والعكس صحيح تماما أول ما يفعلونه وقبل الدراسة هو محاولة تفريغ هذا الكبت, و"تطبيق" أكبر عدد ممكن من أفراد الجنس الأخر كما هو دارج في المصطلحات الشبابية اليوم والتباهي بهذا الأمر أمام بقية أقرانهم.
ففي الجامعة هناك مساحة واسعة من الحرية حيث تتلاشى فيها كل القيود والضوابط الاجتماعية وهذا بدوره يجعل الطلاب يتفاعلون أكثر بالعلاقات التي من الممكن أن تتطور إلى حب ولكن بمصير مجهول, فالبعض يرى أنها تنتهي بالزواج وآخرين يرون أنها علاقات عابرة مصيرها النسيان.
الحب بالنسبة لأهلي طيش شباب
رغدة طالبة أدب انكليزي سنة رابعة تحدثت لسيريانيوز عن رأيها بعلاقات الحب في الجامعة: أهم ما في العلاقات في أي زمان ومكان الصدق والصراحة بين الطرفين منذ البداية, وأنا الآن مرتبطة بشكل رسمي (خطبة) مع الشاب الذي أحببته في الجامعة رغم معارضة أهلي في البداية, لأنه للأسف مجرد أن تفصح الفتاة لأهلها عن رغبتها في الارتباط بالشخص الذي تحب يبدؤون بشن حرب عليها متذرعين بالمراهقة وطيش الشباب.
ليست رغدة وحدها من عانت من رفض الأهل لعلاقات الحب حيث قالت زميلتها فاتن من الصعب جدا إقناع الأهل بأي علاقة من أي نوع مهما كانت مصداقية الطرفين, فبرأيهم اختياراتنا دائما تكون على أساس عاطفي ولا مكان للمنطق والعقل فيها.
و"نفس الحرب التي شنت على رغدة شنت علي عندما أردت الارتباط بالشاب الذي أحببته واخترته شريكا لحياتي".
"تنتهي بالفشل"
بالنسبة لسامر/قسم آثار العلاقات الجامعية تنتهي على الأغلب بنهاية "فاشلة وقاسية ليس بسبب عدم نية الطرفين أو أخذ القصة على سبيل التسلية, وإنما بسبب الأحوال المادية التعيسة فشباب الجامعات يكونون في بداية مشوارهم ولا يستطيعون تحمل مسؤولية الارتباط بكاملها إلا بمساعدة الأهل الذين قد يرفضوا مثل هذا الارتباط لأنهم يفضلون دائماً زواج الأقارب أو بسبب عدم قدرتهم المادية وعدم اقتناعهم على الغالب بمثل تلك العلاقات".
يتحججون بالكتب والمحاضرات
غالية (هندسة سنة ثالثة): هناك مسألة نحن نعاني منها في الجامعة في علاقاتنا مع الشباب: نأخذ نحن العلاقة معهم من باب الصداقة والتعاون العلمي, وهم يحاولون تطويرها إلى علاقة عاطفية, وتتكرر هذه المسألة فيحدث خلاف, ومعظم الشباب لا يريد علاقة زمالة قائمة على الاحترام, فهو يأتي ويتعرف ثم يتقرب ويطلب المحاضرات أو النوط والكتب وإذا لم تعطه الفتاة "ريق حلو" ينهي الأمر فوراً.
لذلك لا اعتقد أبداً بوجود علاقات حب صادقة وخصوصاً في الجامعة وإن وجدت فهي نادرة جداً.
أما صديقتها مجدولين فترى أن الحب نوعان إما من "أجل التسلية وملء الفراغ العاطفي خلال السنين الدراسية، ثم تنتهي صلاحية الفتاة/الشاب، ويملّ كل واحد من الآخر! فيبحث كل واحد منهما من جديد!.."
أو تكون فعلا "علاقات جدية يحب الشاب بكل عواطفه وكذلك الفتاة ليتفاجأ كل منهما، وبالأخص الشاب، أنه أمام كم هائل من المسؤوليات فلديه الجيش وتأمين البيت والعمل والمستقبل ولا يستطيع التقدم لهذه الفتاة!"
مثلما حكت معي ستحكي مع غيري
أما رامي يختلف بالرأي عن زميله سامر حيث يرفض أن يتزوج من فتاة تعرَف عليها في الجامعة ليس لضيق الأحوال المادية أو معارضة الأهل وإنما بسبب عدم الثقة حيث قال: "أنا كشاب شرقي لا أقبل الزواج من فتاة أقمت معها علاقة لأنها مثلما حكت معي ستحكي مع غيري, وأنا أفضل الزواج التقليدي على الزواج الذي يأتي نتيجة الحب, لأنني وقبل كل شيء أريد أماً صالحة لأولادي تحسن تربيتهم وفق تقاليد مجتمعنا".
أؤمن بالصداقة أكثر من الحب
يرى أحمد (خرًيج حقوق): أن الصداقة تستمر بعد التخرج من الجامعة, أما علاقة الحب وحسب تجاربي فلا تستمر والسبب هو الفتاة وليس كما هو شائع بأن الشاب يحب على سبيل التسلية وإرضاء الغرور وعندما يمل يتخلى عن الفتاة ويجد واحدة أخرى ليتلاعب بمشاعرها وهكذا..
يتابع "العكس هو الصحيح لأنَ الفتاة لا تتردد في التخلي عن حبيبها والزواج من أول عريس غني (بيت - سيارة - ...الخ) يطرق بابها".
ويضيف "أنا لا أقول هذا الكلام عبثا وإنما استنتجته من تجارب الكثيرين من أصدقائي الذين مروا بتجارب حب فاشلة أنهتها أنانية وطمع الفتيات".
الحب في الجامعة مجرد تفريغ كبت
يقول علاء رستم/قسم تربية: أصبحت خبيرا في أمور العشق والغرام لكثرة ما عشته من علاقات أنا وغيري من الشبان وخاصة في السنة الأولى فبصراحة ما إن كنت ألتقي بفتاة وأتحدث معها قليلا عن المقررات والدوام كنت أظن على الفور أني أحببتها وسأعيش معها أجمل قصة حب ولكن اكتشفت في النهاية أن لا وجود لشيء اسمه حب في الجامعة.
يضيف زميله رشيد: لا أعتقد بوجود علاقات حب خالصة في الجامعة وكل ما هو موجود من علاقات عبارة عن مصالح مؤقتة وملء فراغ.
اليوم لم تعد العلاقات تأخذ على محمل الجد
د.منال الشيخ/خبيرة في علم النفس وضحت الأسباب النفسية التي تدفع الشبان إلى هذه العلاقات فقالت: "قد يكون السبب يتعلق بالبيئة الاجتماعية التي أتى منها هذا الشاب أو الكبت الذي عاناه خلال فترة المراهقة وعدم وجود علاقات مع الجنس الآخر وبالتالي تكون الجامعة هنا المتنفس الوحيد لهؤلاء الشباب المكبوتين عاطفيا أو حتى جنسيا.
وهذا كله يعود لأساليب التربية الخاطئة في مجتمعنا وقلة الثقافة الجنسية
وهناك حالة أخرى لهذه العلاقات وهي الحب الصادق النابع من نضج ووعي ولكن هذه الحالة نادرة وقلما يكتب لها الاستمرار بسبب الظروف المادية التعيسة لأغلب شباب الجامعات فضلا عن الخدمة العسكرية ومعارضة الأهل بحكم العادات والتقاليد.
وتتابع: نتيجة العولمة والانفتاح الثقافي اللامحدود الذي نشهده الآن أصبحنا نلمس تغييرا واضحا في نوعية تلك العلاقات, فاليوم لم يعد للفتاة أي خصوصية كما في السابق ولم تعد العلاقات بمجملها تأخذ على محمل الجد فأصبح من المألوف أن نرى الشاب يضرب الفتاة على كتفها وتبادله بدورها ربما صفعة على وجهه كنوع من المزاح المتبادل بينهما دون أي مراعاة لحدود الأدب والحشمة والخصوصية
أروى الباشا . سيريانيوز
