.........

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    حريق الغابة في جبل عين الزرقاء......وحريق في القلوب؟!!

    avatar
    حيدر محمود حيدر
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    ذكر عدد الرسائل : 26
    العمر : 82
    مكان الإقامة : سلمية
    تاريخ التسجيل : 05/01/2009

    حريق الغابة في جبل عين الزرقاء......وحريق في القلوب؟!! Empty حريق الغابة في جبل عين الزرقاء......وحريق في القلوب؟!!

    مُساهمة من طرف حيدر محمود حيدر الثلاثاء يونيو 30, 2009 5:00 pm

    حريق الغابة في جبل عين الزرقاء..وحريق في القلوب....امتدّ لهيبه وأواره إلى ذوي الضمائر الحيّة في مدينتنا
    في الآونة الأخيرة،ورغم كلّ الإنذارات والتحذيرات،التي أشرت إليها في محاضرتي البيئية الإبداعيّة (من أجل إشراقة سلمية)،ورغم كلّ ما حاولنا أن ننبّه إليه،من خطر إشعال النار تحت أشجار الغابة،أورمي أعقاب السجائر على جانبي الطريق،رغم كلّ هذه التحذيرات،ورغم كلّ عوامل التوعية التي حاولنا أن نعممّها وأن ننشرها في نفوس المواطنين،ورغم كلّ اللوحات التي زرعت على جانب الطريق الرئيس، من قبل مديرية الحراج، والذي يخترق الغابة من أسفل الجبل إلى أعلى ذروة فيه،والتي تحذر في عناوينها العريضة،من إشعال النار في الغابة،ووجوب تقيّد المواطنين بإبعاد مصادر النار عن وسط الغابة ومحيطها،رغم كلّ ذلك،امتدّت يد آثمة وشريرة وعابثة وغير مسئولة،وأشعلت عود ثقاب في الغابة أو بجوارها،فاشتعل الهشيم اليابس الذي يفرش أرض الغابة،وحدث حريق في الغابة أتى على مساحة تجاوزت الخمسة دونمات في الجهة الوسطى من الجبل وبجوار الطريق الرئيس الذي أشرت إليه،ولو لم يبادر رجال الإطفاءـ مشكورين ـ،بإطفاء الحريق ،لامتدّ على مساحات شاسعة وفسيحة من الغابة.وبفعل هذا الحريق احترق الحجر والشجر،وأصبحت أرض الغابة أرضاً يباباً سوداء فاحمة،تفحمّت فيها الأحجار قبل الأشجار،وهاهي الغابة الآن تستغيث وتستنجد بمن يضمّد جراح ودمامل حروقها؛ولكن هيهات ..هيهات ..فهل لميت أن يحيا؟وخاصة بعد أن جفّ النسغ،وتفحم اللحاء..!!الغابة كئيبة، والبيئة منكوبة،والطير حزين والأشجار اسودت الدموع في مآقيها،إن كان هناك من دموع تنهمر من أغصانها الجرداء المحترقة،وغن كان قد بقي لها مآق بعد اسودّ بصرها وبصيرتها.والناس ذوو الضمائر الحيّة غاضبون،متألمون لقد امتدّ لهيب الحريق إلى قلوبهم فأدماها،وإلى عيونهم فأبكاها،إنّها لكارثة بيئية كبرى.تحوّل فيها الشجر الأخضر النضر،والذي كان مأوى للعصافير والدرج والدرغل، وملاذاً للفراشات الملونة،تحوّل إلى أغصان جرداء عارية خالية من كلّ أسباب الحياة لايحطّ عليها طير،ولايصفهاشعر بجمال، ولكن ماالفائدة؟؟ماحدث قد حدث واليد الآثمة كما في كلً مرة،قد فعلت فعلتها وارتكبت جناية بحق الإنسان والطير والشجر،ولاذت بالفرار.وحتى لايتكرر هذا الفعل الجبان ،إن كان بقصد أو بغير قصد فالنتيجة واحدة،وحتى لايتكرر هذا الفعل الشرير،نحذر مرة ثانية وثالثة ورابعة ،وللمرة الألف ونقول:حذار ..حذار من إشعال النار تحت أشجار الغابة لأي سبب كان،وحذار من رمي أعقاب السجائر على جانبي الطريق؛ دون التأكد من إطفائها.وعلى مديرية الحراج أن تكلّف حراساً يراقبون من يخالف هذه التعليمات ،وخاصة في مثل هذه الأيام من السنة،حيث يشتدّ القيظ،ويتيبس الهشيم تحت الشجر إلى درجة يصبح كالبنزين في اشتعاله، وسرعة امتداد حريقه،وبحسب علمي فإنّ دائرة الحراج التابعة إلى مديرية الزراعة، تخصص مبالغ طائلة من أجل ما يسمى(عمال إطفاء)يعينون بعقود رسمية كـمياومين ويفرزون إلى غابة جبل عين الزرقاء تحديداً،وإلى الغابات المجاورة كغابة تلتوت وغيرها.فإن كان هذا التدبير الاحترازي الذي يقلل من خطر الحريق،وبنفس الوقت يقوم بمراقبة العابرين للغابة،ويحميها من العابثين واللاوطنيين،إن كان هذا التدبير قد توقفت مديرية الزراعة في دعمه،فنتوجه إليها كمواطنين حريصين على غابتنا من الحريق،أن تعاود دعم مديرية الحراج لتعيين عمال إطفاء، وحراس لايداومون في دائرة الإصلاح الزراعي كما يحدث اليوم،بل يتوزعون في جهات متعددة من جبل عين الزرقاء كما كان يحدث في الماضي،وكما عهدته بنفسي،وأتمنى على كلّ مسئول أن يتحمّل نتائج الأعمال التي تقع تحت إشرافه،وضمن إمكانياته وطاقته.إننّي أتوجه إلى كافة المواطنين بضرورة مراعاة الحيطة والحذر عند إشعال أي مصدر للنار في الغابة،كما أتوجه إلى كافة المرجعيات والمؤسسات والجمعيات الأهلية والرسمية بنداء عاجل(اعملوا على بذل المزيد من حملات التوعية بين صفوف الناس،وتوجهوا إلى الجهات المسئولة بطلب يد المساعدة،من أجل إنقاذ غابتنا وبيئتنا من الكوارث وفي مقدمتها(الحريق)الذي يهدد دوماً بالتهام الغابة،وكأنه وحش مفترس،وعلينا جميعاً كمجتمع أهلي في هذه الجمعيّة وغيرها التصدي لأنياب هذا الوحش واقتلاعها من جذورها.حمى الله غابتنا من كلّ ضرر يحيق بها،وكان الله مع كلّ مواطن يعرف كيف يساهم في حملة التوعية،ويساعد في درء الخطر باللسان والجنان،وبالقول والعمل.

    سلمية /3/6/2009

    الكاتب: الصديق حيدر حيدر

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 8:21 pm