الطيب صالح إنسانا
لاخلاف حول القيمة الفكرية والفنية للطيب صالح في مجال الرواية والقصة
وذلك من خلال أعماله التي تركها من مثل " موسم الهجرة إلى الشمال" و
"عرس الزين" و" دومة ود حامد" وسواها من الأعمال التي أصبحت معروفة لكل
متابع ، إلا أن المرء لا بد له من التوقف عند النموذج الإنساني الذي الذي قدمه
هذا المبدع. ، هذا النموذج الذي يكاد يكون علامة فارقة قلما نجدها عند غيره
من المبدعين.
يظهر الطيب صالح في حواراته قدرا كبيرا من التواضع ، ولا يدعي شيئا حتى
في المجال الذي تميز به وهو الرواية ، وهذا يبدو جليا في أحاديثه المتلفزة
والمكتوبة ، فهو عندما يتحدث عن أول قصة كتبها " نخلة على الجدول"
يظهر كطفل، خاصة عندما أخذها منه أحد المقربين منه في العمل لينشرها
،مما جعله في أشد الدهشة والفرح المشوب بالشك ربما.
وكذلك عندما يسأل عن رأيه بأقرانه من الكتاب يكاد يذ وب خجلا وحياء نافيا
دائما أن يضع نفسه هذا الموضع ليس تهربا بالتأكيد من هذا النوع من الأسئلة
تأكيدا لما عرف عن شخصيته المتواضعة التي لا تدعي ولاتعظ.
من جانب آخرنلاحظ أن البيئة التي استمد منها الكاتب أعماله هي البيئة المحلية
التي بقي مرتبطا بها أشد الارتباط على الرغم من ابتعاده عنها منذ فترة مبكرة من
حياته وإقامته الدائمة في الغرب كما نعلم ، فقد بقي السودان بأهله وفقرائه ومعاناته
محور إبداع الكاتب، طبعا مع تقاطعه مع البعد العربي وصدامه مع الغرب وهذا بدا
واضحا في شخصية" مصطفى سعيد" الشخصية الارتكازية في روايته
" موسم الهجرة إلى الشمال"
الشيء الآخر في شخصية الطيب صالح هو " الشاعرية" فعندما يبدأ بالتحدث
عن أبي نواس أو المتنبي أو أبي تمام تجده حميميا شديد الحب ،يردد فرائد أبياتهم
ويقف عند الإبداع فيها محللا معجبا ، وهو الذي قال ذات حوار: لو كان المتنبي
انكليزيا لصنعوا له في كل قرية تمثالا.
إذا هذا هو الطيب صالح الإنسان والمبدع ، الطيب والمخلص و المرتبط بأرضه
وناسه ، المثقف المتواضع الذي استطاع أن يعمل إجماعا عربيا حوله لم يستطع أحد
غيره أن يعمله لا من الساسة ولا من الأدباء ولا سواهم ، وما قدمته خلال سطوري
في هذا السياق ليس سوى إشارات أولى في العوالم الإنسانية للطيب صالح والتي
تحتاج لمزيد من البحث والتحليل في القادم من الأيام.
مخلص ونوس
لاخلاف حول القيمة الفكرية والفنية للطيب صالح في مجال الرواية والقصة
وذلك من خلال أعماله التي تركها من مثل " موسم الهجرة إلى الشمال" و
"عرس الزين" و" دومة ود حامد" وسواها من الأعمال التي أصبحت معروفة لكل
متابع ، إلا أن المرء لا بد له من التوقف عند النموذج الإنساني الذي الذي قدمه
هذا المبدع. ، هذا النموذج الذي يكاد يكون علامة فارقة قلما نجدها عند غيره
من المبدعين.
يظهر الطيب صالح في حواراته قدرا كبيرا من التواضع ، ولا يدعي شيئا حتى
في المجال الذي تميز به وهو الرواية ، وهذا يبدو جليا في أحاديثه المتلفزة
والمكتوبة ، فهو عندما يتحدث عن أول قصة كتبها " نخلة على الجدول"
يظهر كطفل، خاصة عندما أخذها منه أحد المقربين منه في العمل لينشرها
،مما جعله في أشد الدهشة والفرح المشوب بالشك ربما.
وكذلك عندما يسأل عن رأيه بأقرانه من الكتاب يكاد يذ وب خجلا وحياء نافيا
دائما أن يضع نفسه هذا الموضع ليس تهربا بالتأكيد من هذا النوع من الأسئلة
تأكيدا لما عرف عن شخصيته المتواضعة التي لا تدعي ولاتعظ.
من جانب آخرنلاحظ أن البيئة التي استمد منها الكاتب أعماله هي البيئة المحلية
التي بقي مرتبطا بها أشد الارتباط على الرغم من ابتعاده عنها منذ فترة مبكرة من
حياته وإقامته الدائمة في الغرب كما نعلم ، فقد بقي السودان بأهله وفقرائه ومعاناته
محور إبداع الكاتب، طبعا مع تقاطعه مع البعد العربي وصدامه مع الغرب وهذا بدا
واضحا في شخصية" مصطفى سعيد" الشخصية الارتكازية في روايته
" موسم الهجرة إلى الشمال"
الشيء الآخر في شخصية الطيب صالح هو " الشاعرية" فعندما يبدأ بالتحدث
عن أبي نواس أو المتنبي أو أبي تمام تجده حميميا شديد الحب ،يردد فرائد أبياتهم
ويقف عند الإبداع فيها محللا معجبا ، وهو الذي قال ذات حوار: لو كان المتنبي
انكليزيا لصنعوا له في كل قرية تمثالا.
إذا هذا هو الطيب صالح الإنسان والمبدع ، الطيب والمخلص و المرتبط بأرضه
وناسه ، المثقف المتواضع الذي استطاع أن يعمل إجماعا عربيا حوله لم يستطع أحد
غيره أن يعمله لا من الساسة ولا من الأدباء ولا سواهم ، وما قدمته خلال سطوري
في هذا السياق ليس سوى إشارات أولى في العوالم الإنسانية للطيب صالح والتي
تحتاج لمزيد من البحث والتحليل في القادم من الأيام.
مخلص ونوس