
المحامي ليث وردة- مشرف
عدد الرسائل : 227
العمر : 39
مكان الإقامة : سلميــــــة :قصة الحب الأول والصوت الأول بعيداً عن شوارعها أصاب بالكساح وبدون رائحتها أصاب بالزكام
تاريخ التسجيل : 11/10/2008
من طرف المحامي ليث وردة في الجمعة يونيو 12, 2009 3:22 pm
تحياتي
للجميع . شكراً أم آية والأخ مظهر
برأي
الشخصي :
إن
القانون هو قانون وضعي غير مرن . فمعظم هذه القوانين أصدرت منذ سنوات طويلة ومازال
معمول بها بوضعها الراهن على الرغم من اختلاف الظروف وسبل الحياة والتطور في جميع
المجالات سواء المجال الاجتماعي والأسري أو العلمي آو الإلكتروني او المعلوماتي .
فمثلا قانون العقوبات السوري صدر في عام 1949 وقانون الأحوال الشخصية صادر في عام
1953 . الأمر الذي أغفل جرائم ووقائع استحدثت في السنوات الأخيرة والتي لم تذكر
ويأتي بها نصوص في القانون بتاريخ صدوره من عشرات السنين .
هذه
الحال التي أدت إلى إطلاق سلطة القاضي وتقديره للوقائع والقضايا المعروضة أمامه
وإعطائه ساحة مفتوحة وغير محددة في إطلاقه للأحكام .
لذلك
من حيث المبدأ أنا مع تعديل أغلب المواد وربما نصوص كثيرة في القوانين الوضعية
ولكني لست مع هذه الآلية في التعديل .
توضيح
وجهة نظر :
لو
أن الأمر يتعلق بتعديل قانون جزائي كقانون العقوبات مثلاُ ربما كنا تغاضينا عن
مبدأ العلانية والتداول فقانون العقوبات ينصب بمجمله على فكرة الردع وإقامة الحد
" لا يوجد عقاب بدون جرم " هنا مهما كان هذا القانون الجديد في حال تم
تعديله ينطوي على الشدة أو عدم التمثيل فإن ذلك لن يؤثر ولن يتعرض لانتقادات كما
لو كان قانون يتعلق بجانب اجتماعي وأسري من صميم العلاقات الاجتماعية . لأن تعديل
قانون عقاب سيكون المستفيد منه حتى لو كان متشدداً أكثر بكثير من المتضررين لأنه
معتمد على الفعل والعقوبة التي تنجم عن القيام بهذا الفعل المعاقب عليه .
اما
بالنسبة لتعديل قانون اجتماعي وأسري كقانون الأحوال الشخصية فيجب أن يتم بحذر شديد
ومراحل متفاوتة وعلى قدر كبير من التمثيل سواء من قبل المنظمات المتعلقة بشؤون
المرأة السورية أو الأطفال دون سن البلوغ
نظراً لوجود تعدد كبير في المذاهب والأديان في سورية .
ومن
حيث الشكل . مجلس الشعب السوري هو السلطة التشريعية وعن طريقه يتم اصدار هذه
القوانين والأحكام بشكل عام والمجلس ممثل بكافة قئات وشرائح المجتمع ومذاهبه .
وعند طرح فكرة تعديل قانون كهذا كان المفروض طرحه على طاولة النقاش وعلى العلن
وابداء الآراء والانتقادات للوصول الى صيغة ومسودة تلائم كافة الشرائح والمذاهب .
فأنا
أستغرب كيف يطرحون قانون يتعلق بالاستملاك
أو بتثبيت الملكيات العقارية مثلاً في المجلس وتبدأ الجلسات والحوار بشأنها
. ويتركون تداول قانون يمس صميم الأسرة محصوراً بين عشرة أشخاص وبدون تمثيل سواء
لناحية الأقليات أو إضفاء الجانب الذكوري الطوطمي في إعطاء القرار .
هذا
القانون الجديد الذي لم يعطي المرأة نظرة جديدة للتخلص من فكرة التملك والاستعباد
التي ينظر بها الرجل لهذه الإنسانة الضعيفة . خاصة أن القانون عاد ليكرس تحجيم
المرأة وتصغيرها مثلاً : باشتراطه بوجود شاهدتين أي رجل وامرأتين الأمر الذي
يتنافى مع النص الدستوري في الفقرة الثالثة من المادة 25 منه عندما نصت على " المواطنون
متساوون أمام القانون في الحقوق والواجبات " وكلمة المواطنون جاء
النص عليها مطلقا ولم تتجزأ بين ذكر وأنثى .
والملاحظات
على مسودة القانون الجديد كثيرة سواء ما تعلق بالنفقة الزوجية ومقدارها الزهيد
وفقاً لتغير الأسعار وارتفاعها هذا الجانب إنساني أكثر مما هو قانوني و بأهلية
المرأة بتحديد سن الزواج الأمر الأخطر صحياً واجتماعياً على حياة الأسرة . أو
الزواج من غير مسلمة وهذا الحديث عن الردة وإقامة القصاص . ومن أهم الملاحظات على
مشروع قانون الأحوال الشخصية قانون الردة والحط من كرامة المرأة .وهنالك الكثير
والكثير والشرح والانتقاد يطول .
لذلك فإننا لسنا مع هذه المسودة
وأعتقد بانها ستبقى مسودة خاصة وأن وزير العدل الجديد يقوم بجهود جبارة منذ بداية
تسلمه الوزارة والتعديلات التي قام بها كانت منصبة على تيسير الأمور وسرعة
الاجراءات . لذلك فإننا نأمل الخير لإحداث تطور للأمام وليس للخلف .
وأنني
لا أجد بمواد القانون ترابطا بل اكثر من ذلك هناك تناقضا حقيقيا مثله مثل
الاقتباسات التي نجد فيها بعض الباحثين المعاصرين يتناولها من صفحات النت
ويخترع لنا بحثا كبير بحجمة ... فارغ من مقومات علميته
لذلك
أقترح ان يتم تشكيل لجنة من المثقفين والحقوقيين وذات تعدد مذهبي لإجراء الدراسات الميدانية على المجتمعات والمدن
السورية وعلى الأسر السورية لمعرفة ما ستحققه من نتائج ويتم من خلال هذه النتائج
تغيير
القانون على أساس الواقع وليس تغيير الواقع على أساس وضع قانون جديد .
بكـــــــــــــــــــــــــــــل
احتــــــــــــــــــــرام
_________________
لا تصالحْ!
ولو منحوك الذهبْ
أترى حين أفقأ عينيكَ
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..
هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!