.........

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

4 مشترك

    حاجات لازم تئولها كتير ...بقلم المعتصم الغزالي

    خالد
    خالد
    عضوماسي
    عضوماسي


    ذكر عدد الرسائل : 165
    العمر : 41
    مكان الإقامة : دمشق
    تاريخ التسجيل : 14/12/2008

    حاجات لازم تئولها كتير ...بقلم المعتصم الغزالي Empty حاجات لازم تئولها كتير ...بقلم المعتصم الغزالي

    مُساهمة من طرف خالد الجمعة أبريل 24, 2009 11:33 am

    أحببت هذا المساهمة عن مصر لأنها تعبق بالحياة، عسى أن تشاركوني قراءتها.



    اقفلت حقيبتي مسرعاً و توجهت نحو المطار متضايقاً , فأنا كالسمك لا استطيع العيش خارج بلادي .



    ذهبت لمصر مجبراً بمهمة شخصية لي , و بعد رحلة طويلة أفقت من نومي و بشكل تلقائي توجهت مترنحاً نحو سلم الطائرة ,

    أخبروني بالمطار ( مصر أم الدنيه و البيت بيتك أهلن بيك بمطار الاسكندرية الدولي ).

    نظرت لارض المطار لاجد أناساً يهرعون و يسجدون و يقبلون أرض المطار ) , لم أكن راغباً بالسفر و تواقاً للعودة , و لكن شيئاً فشيئاً بدأت أتعلق بتلك البلاد الجميلة و أشتاق للعودة إليها , هناك يقولون للضيف: اشرب اشرب دي مية النيل , و اللي بيشرب من مية النيل لازم يرجع لمصر ولو بعد مية سنة .

    ضحكت و تأملت في و جه قائلها , كان مصري تقفز السعادة من عينيه رغم فقره الشديد , متغضن الوجه و ملفوح بالشمس , كان سعيدأ جداً , تعمقت في وجه لأجد تاريخ عمره خمسة الالاف سنة . ذلك الرجل الفقير كم يشبه رعمسيس بملامحه , و التي حفظتها من تمثاله المنصوب في صالة المطار , أمعقول أن ذلك الرجل الباسم المتواضع سليل أسر الفراعنة , سليل من عبدهم البشر منذ فجر التاريخ و بنوا تلك الاهرام الهائلة , امعنت نظري في جبهته و عيناه السوداوين و يداه الكبيرة , بدأت أشعر بالهيبة و الخضوع يتدفقان في دمي منه .

    كيف يأمن الاسرائيلي أن يثير غضب ذلك العملاق الفرعوني الاسمر ؟ , أن ينام و ذلك الشعب الهائل يحيط به من شعب مصر ؟

    -هواء مصر ثقيل دافيء , و لا يمكن أن تجد في مصر بقعة واحدة تخلو من صخب الناس و احاديثهم الجميلة , و قد تفاجئني ضحكة عريضة بعيدة في الشارع أو قريبة من ساكن قريب لشقتي لتتنفض صمتي , ضحكة مصرية عفوية جميلة و لا يمكن أن تنطلق إلا من روح مصرية .

    لا يمكن في مصر أن تشعر بالوحدة و حولك مئة مليون مصري , شعب عربي هائل يحمل في قلبه حماسة و عنفوان جارف كنهر النيل و غيرة عربية حارقة , حتى أكاد أقسم أن مايسير في عروقهم هو الاسيد الحار و لكنه حلو المذاق ممتلىء بخفة الدم و البساطة , و لابد أن تقبض عليك مصرية مهما حاولت الابتعاد في الظل ورفعت الاسوار , و تبدأ معك بالحديث , ويدفعها الفضول بعدما تخبرها العصفورة أني سوري .

    حديث الفتاة المصرية الودي الرقيق يشعرك بأنك رجل , و ستجبرك على تناول ( كوباية شاي خمسينية ثقيلة ) ومعها لابد لك من الاسترسال بالحديث .

    - ئول بسيطة مانستبسطهاش ..

    -بسيطة مانسبتهاش. ( لم استطع قولها )

    المصرية ( مبتسمة ) : يبأ لازم تشرب كوباية شاي تانية عشان تعرف تئولها .

    كان الشاي حاراً ثقيلا من ماء النيل الحار الذي يذيب الصنابير و ممتلئاً برائحة مصر الغالية , فأشعر بالدوخة و الشفقة على نفسي منه , قوي الطعم حلو ككأس متل الفودكا الروسية . فأتخبط في نفسي و تلفحني اشعة شمس مصر الواهجة و الحنونة كأم شغوفة تربت على وليدها بعنف حريص , فاشعر و كأني أتحول لرجل لا أعرفه و كأني اخضع لتعديل جيني في مورثاتي .

    نعم في مصر ستتحول لرجل اخر سواء رضيت أم لا ؟ في مصر لابد أن تكون على طبيعتك فالاقنعة لن تفيد شيئاً امام حنكة و خبرة الانسان المصري الاجتماعية .

    اذا تحدثت بصدق و عفوية و على طبيعتك فستجد ان الكلمات تخرج منك مصرية و باللهجة المصرية المحببة .

    في مصر تجد الاجانب من السواح الغربيين يتهافتون على مصر و يبكون عند وداعها للعودة الى مدن الضباب , و لا يندر ان تجد فتاة غربية جميلة كالقمر تجلس بجوار مصري و تحاول أن تجعله يتعلق بها , ذلك البدوي الاسمر ذو الكتفين الفرعونيتان , و الذي ينطق بصوت الالهة و مرسوم على جدران المعابد يمشي و يزرع و يأكل ويحارب !

    و مصر جنة الفنون جميعها , التمثيل و الرسم و الرقص و حتى العلوم في مصر تتحول لفنون .

    نظرت في المراة فوجد رجل لا اعرفه , فالمكوث في مصر طويلا و شرب مياه النيل قد يحولك ألى مصري و يذيبك في ذلك الشعب الجبار الحار .

    وجهي كان منتفخ وملفوح بالشمس و تحول لون جلدي للون تراب مصر و حنطتها بدلا من شحوبي القديم و اعتلت على وجهي واثقة , ابتسامة ظننت انها انقرضت و تخلصت من مرض قديم منذ الطفولة و لم أعرف السبب .

    عندما حان وقت الرحيل , شعرت أن مصر تلبس الحداد علي عند الغروب , نعم فمن سحر مصر أن تشعر كل راحل عنها أنها حزينة من اجله , و العصفورة تلك المخلوقة الخرافية في موروث المصريين و التي تنقل الاخبار بين العشاق و لاتهمس بالأسرار إلا للمصريين فيعرفون احوال بعضهم و اخبار رحيل ضيوفهم و يقولون : العصفورة ئالتلي , تلك العصفورة على مايبدو اخبرت جيراني اني راحل , و في مصر تشعر أنك بطل اسطوري مشهور يعرفه الجميع و ينتظر اخباره و ستفاجأ بأنك اصبحت معروفا في الوجه البحري كله .

    قبضت جارتي المصرية على يدي و انا اتسلل للرحيل , فمصر تجعلك تشعر بالخجل عنما تهجرها كحبيبة تعلقت بك و رعتك اثناء مرضك الطويل ,نظرت في وجهي بعيونها الشديدة السواد و الواسعة كعيني حتشبسوت بعتاب متسامح .

    ووضعت في يدي صرة صغيرة قائلة بابتسام ممتعض : مع السلامة يا معتصم بيه و متنساش انو ليك اخت هنا اسمها ريهام .

    كنت اكره أسمي و لكن وجده جميلاً بلهجتها المصرية و بين شفتيها .

    -اقلعت بي الطائرة و انا متعجب من تلك البلاد و مطمئن و سعيد أن ذلك الشعب عربي و تلك الارض عربية , تذكرت الصرة و عندما فتحت و جدت منديلا ورغيفأ و جبنة تركي - نوع من الجبنة المصرية - و زجاجة عصير خروب و شريط مسجلة كتب عليه انغام محمد علي .

    وضعت الطعام جانباً غير راغباً فيه و طلبت من المضيفة اسماعي الشريط و كذلك الركاب في لا مبالاة و انحنيت براسي للخلف ضاحكاً و طالباً للنوم.

    صدح صوت انغام في طائرة الخطوط السورية بأغنية كلماتها :

    حاجات يمكن تغيب عنك

    بسيطة و سهل معناها

    لكن بزعل اوي منك

    و انا شايفاك بتنساها :



    بحبك

    وحشتيني

    انا اسف على التاخير

    مليش غيرك يانور عيني



    حاجات لازم تئولها كتير



    امسكت رغيف الخبز و الجبنة و هممت بتناولها بينما ينظر لي الركاب و يبتسمون و قد طار النوم و اندفعت فجأة في جوفي نار الغربة الوحشة و الفراق رغم اني عائد لوطني !!!

    منقول عن سيريانيوز.
    avatar
    iyadfl
    عضو بلاتيني
    عضو بلاتيني


    ذكر عدد الرسائل : 418
    العمر : 47
    مكان الإقامة : المملكة العربية السعودية
    تاريخ التسجيل : 23/02/2009

    حاجات لازم تئولها كتير ...بقلم المعتصم الغزالي Empty رد: حاجات لازم تئولها كتير ...بقلم المعتصم الغزالي

    مُساهمة من طرف iyadfl السبت أبريل 25, 2009 8:50 am

    كلام جميل وفعلا كما كتبت مصر ام الدنيا والاجواء اللي حطيتنا فيها كتير حلوة شكرا لك
    avatar
    المنافس
    عضوماسي
    عضوماسي


    ذكر عدد الرسائل : 105
    العمر : 52
    مكان الإقامة : السعوديه
    تاريخ التسجيل : 24/05/2009

    حاجات لازم تئولها كتير ...بقلم المعتصم الغزالي Empty رد: حاجات لازم تئولها كتير ...بقلم المعتصم الغزالي

    مُساهمة من طرف المنافس الأربعاء يونيو 03, 2009 12:16 am

    مصر أمة عظيمة وشعب غلب الفقر ونجاحات أفراده ملأت وأدهشت العالم

    نتمنى لك العوده وزياره مصر دائما فأمثالك الأوفياء يستحقون ذلك
    avatar
    روح المحبة
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    انثى عدد الرسائل : 50
    العمر : 40
    مكان الإقامة : ]دمشق
    تاريخ التسجيل : 01/06/2009

    حاجات لازم تئولها كتير ...بقلم المعتصم الغزالي Empty رد: حاجات لازم تئولها كتير ...بقلم المعتصم الغزالي

    مُساهمة من طرف روح المحبة الأربعاء يونيو 03, 2009 2:39 am

    يا ليت كل إنسان يملك تلك المشاعر الصادقة والحب الخالص ليرى في بلده كل جميل ولا ينسى الحميمية والدفءالذي ينبعث داخله في كل مرة يعود فيها للوطن
    شكرا خالد على الإحساس الذي منحتنا إياه ونحن نقرأ تلك الكلمات الرقيقة
    وعذرا من المنافس ولكن كأنه لم يفهم القصة فقد تمنى لك العودة لمصر وأنت لست بكا تبها بل المعتصم الغزالي
    avatar
    المنافس
    عضوماسي
    عضوماسي


    ذكر عدد الرسائل : 105
    العمر : 52
    مكان الإقامة : السعوديه
    تاريخ التسجيل : 24/05/2009

    حاجات لازم تئولها كتير ...بقلم المعتصم الغزالي Empty رد: حاجات لازم تئولها كتير ...بقلم المعتصم الغزالي

    مُساهمة من طرف المنافس الخميس يونيو 04, 2009 1:41 am

    الى روح المحبه
    من الخطأ أن تقولي أن المنافس لم يفهم القصه وحبذا لو قلت لم ينتبه من هو كاتب القصه
    شكرا لك
    خالد
    خالد
    عضوماسي
    عضوماسي


    ذكر عدد الرسائل : 165
    العمر : 41
    مكان الإقامة : دمشق
    تاريخ التسجيل : 14/12/2008

    حاجات لازم تئولها كتير ...بقلم المعتصم الغزالي Empty رد: حاجات لازم تئولها كتير ...بقلم المعتصم الغزالي

    مُساهمة من طرف خالد الخميس يونيو 04, 2009 1:34 pm

    يا جماعة مو مهم مين كتب المقالة،،، المهم انكم حبيتوها واستمتعتوا فيها.
    روح المحبة يمكن المنافس عرف بفراسته اني فعلاً زرت مصر واختبرت المشاعر يلي اختبرها المعتصم وهادا يلي جذبني أصلاً للمقالة وخلاني شارككن فيها.
    بكل الأحوال، شكرا كتير لكلماتكم الحلوة ويا ريت تسمح الأقدار للجميع يزوروا مصر ويشاركونا بمحبتهم الها.

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 12:54 pm