من طرف وصيف السبت مارس 28, 2009 3:15 pm
Hazem90 كتب: إن جنسية الانسان العربي تعد من اهم الدلائل التي تدل على تمسكه بأرضه ووطنه
وكثيرا ماتتصل بهويته القومية
لكن في الآونة الأخيرة تخلى عنها كثير منهم
إمالأسباب مادية عندما تقترن بالجنسية الأجنبية
أو لأسباب خاصة فيما تتعلق بالتخلي عن انتسابهم العربي وفقدانهم الأمل بأمتهم الواحدة
فهل أنت مع أن تغير جنسيتك إذا عرض عليك هذا الموضوع؟
وماهي الدوافع التي تعتقد أنها قد تدفعك الى ذلك؟
الأستاذ الفاضل حازم..
أطيب التحايا،،،
موضوع هام ولكنني أظن طرحك شديد التفاؤل..
لا صلة للتخلي عن الجنسية بالقومية العربية، فمشاعر القومية التي كانت متأججة في الخمسينات والستينات من القرن الماضي ليس لها من وجود اليوم بكل أسف..
يتخلى المصري، أو السوري، أو التونسي..... عن جنسية القطر لسبب بسيط، وهو فقدانه الاحساس بالانتماء أو ضرورته أو ما يمكن تسميته "الشعور الوطني" وهي كلها أمور تعكس شيئاً واحداً هو انتفاء "المصلحة" التي كانت تبرره. حصل هذا من قبل لأحلام الأمة الواحدة وها هو يحصل مع كل قطر على حدة..
الوطن هو قطعة أرض، وعلم الدولة مجرد قطعة قماش، والنشيد الوطني قطعة موسيقية قد تكون غير متوافقة مع ذوقك الموسيقي وتراها مزعجة، لكنها تكتسب معاني أكبر وراء حقيقتها المادية البسيطة حين تشعر بالانتماء أي أن تحب كونك سورياً لما تتحصل عليه من منافع معنوية ومادية كنتيجة لهذا الوجود بين جماعة السوريين..
وحين تفقد تلك المصالح - لأن المرحلة التي تمر بها تفاعلات الصراع الطبقي لا تسمح بشيء مشترك من الحلم الوطني الجماعي - أمامك أن تحاول الفهم والاستراداد من الخاطفين، أو أن تفكر في حل فردي ينقذك أنت وحدك بالرحيل. يعتمد هذا القرار ودرجته: "اغتراب مؤقت - هجرة دائمة - جنسية مزدوجة - تخلي كلي عن الجنسية" بنتيجة حسمك لتناقضاتك الداخلية ومدى التكيف الذي حققته في عالمك الجديد..
وهنا الأمر لا يزيد عن كونه معادلات كل نتيجة لها ممكنة الحدوث، والأوهام الميتافيزيقية تدخل في السياسة والاجتماع فتصور بعض الشعوب مثلاً على أن من طبيعتهم كذا وكأن هذا سرمدي رغم أن سنة الحياة الأساسية هي التغير والتحول..
مثال: كان من الشائع عن "المصري" أنه لا يهاجر ولا يحب السفر وأن تلك طبيعته، واليوم لا أكاد أجد مصرياً لا يود الرحيل حتى أنني قابلت شخصاً يقنعني بإمكانية مساعدتي على السفر إلى جنوب إفريقيا وحينما حاولت مناقشته عن التفاصيل أو ماذا سأفعل هناك كانت حجته الرئيسية في تبيين أنني لا أفهم الدنيا وزبون رزيل: "يا أخي أنا حطلعك من مصر"!!
الواقع مؤلم جداً ولكن فهمه هو السبيل الأول للتغيير..
شكراً.